الموت على الرصيف.. أهالي "عمر أفندي" بدمياط يستغيثون من أسلاك الكهرباء العارية

في قلب مدينة دمياط، وتحديدًا بمنطقة "عمر أفندي" المزدحمة بالسكان والحركة التجارية، يعيش الأهالي حالة من القلق الدائم بسبب مشهد يتكرر أمام أعينهم يوميًا، أسلاك كهربائية ملقاة على الطريق، بعضها عارٍ بلا أي غطاء عازل، يلامس الأرض أو يقترب من المارة في مشهد ينذر بالخطر.
يقول أحد سكان مدينة دمياط ، وهو يشير بيده إلى أحد الأعمدة القريبة:
"هذه الأسلاك هنا منذ أسابيع، وربما شهور، وكل يوم نخشى أن يحدث تماس كهربائي أو أن يلمسها طفل صغير دون أن يدري ما ينتظره."
المنطقة ليست مجرد حي سكني هادئ، بل هي عقدة مواصلات ومركز نشاط تجاري، حيث يمر مئات الأشخاص يوميًا، من طلاب المدارس إلى المتسوقين. ومع ضيق الأرصفة، يضطر المارة أحيانًا إلى السير على حافة الطريق، مما يزيد خطر ملامستهم لتلك الأسلاك.
إحدى السيدات من سكان الشارع، وهي أم لثلاثة أطفال، تحكي بقلق: “أطفالي يسيرون يوميا من هذا الطريق، وأظل قلقة حتى يعودون”.
شباب المنطقة بمدينة دمياط حاولوا في أكثر من مرة رفع الأسلاك أو تثبيتها في مكان آمن، لكن الوضع يعود كما كان، بسبب أن هذه الأسلاك مرتبطة بشبكات قديمة أو توصيلات عشوائية. بعضهم لجأ إلى وضع قطع من الخشب أو البلاستيك لتحذير المارة، إلا أن هذه الحلول المؤقتة لا تكفي.
ويضيف أحد كبار السن في المنطقة: “في الماضي، كنا نرى فرق الصيانة تأتي بشكل دوري، أما الآن فلا أحد يسأل، إلا إذا وقع حادث ونحن لا نريد أن ننتظر وقوع مأساة حتى يتحرك أحد”.
الخوف الأكبر يأتي من الأطفال، الذين لا يدركون حجم الخطر، وكذلك من الأمطار التي قد تحول أي تماس كهربائي بسيط إلى فاجعة. الأهالي هنا في مدينة دمياط لا يطلبون الكثير، كما يؤكدون، بل فقط تدخل عاجل من شركة الكهرباء أو الجهات المختصة لعزل تلك الأسلاك وإعادة صيانة الشبكة.
كما أشار أحد التجار في المنطقة إلى أن هذه المشكلة لا تؤثر فقط على سلامة الناس، بل تضر بالحركة التجارية، إذ يخشى بعض الزبائن المرور من الشارع، خاصة في المساء أو عند هطول الأمطار، ما يؤثر على رزق أصحاب المحلات.
في نهاية حديثهم مع "نيوز رووم"، وجه الأهالي نداءً واضحًا: "نرجو أن تصل رسالتنا إلى المسؤولين قبل أن نسمع خبر وفاة أحد جيراننا أو أطفالنا. الأمر لا يحتمل الانتظار، والأرواح أغلى من أي شيء آخر."
هذه الصرخة من قلب منطقة "عمر أفندي" في مدينة دمياط قد تكون بداية لتحرك حقيقي، إن وجدت آذانًا صاغية من الجهات المعنية، فالمشكلة واضحة، والحل معروف، والوقت يمر.





