مايكروسوفت تستهدف مهندسي الذكاء الاصطناعي في "ميتا" بعروض مالية ضخمة

في خطوة جريئة تعكس تصاعد المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، كشفت وثائق داخلية أن شركة مايكروسوفت بدأت حملة توظيف مكثفة تستهدف نخبة مهندسي الذكاء الاصطناعي العاملين في شركة ميتا، مقدّمةً لهم عروضًا مالية تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات.
وبحسب الوثائق، أعدّت مايكروسوفت جدولًا تفصيليًا يحتوي على أسماء ومواقع ومناصب موظفي ميتا في قسم الذكاء الاصطناعي، ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانتها في هذا المجال الحيوي في ظل سعيها للوصول إلى تقييم سوقي يبلغ 4 تريليونات دولار.
فرق خاصة وعروض فورية
تحت قيادة مصطفى سليمان في قسم Microsoft AI، وجاي باريك في CoreAI (الرئيس السابق للهندسة في ميتا)، شكّلت مايكروسوفت فرق توظيف خاصة قادرة على تقديم عروض توظيف خلال أقل من 24 ساعة، مع الالتزام بمضاهاة حزم التعويضات التي تقدمها ميتا، والتي قد تصل إلى 250 مليون دولار في بعض الحالات، وفقًا لما ذكره الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان.
ورغم أن مايكروسوفت قامت بتسريح آلاف الموظفين هذا العام، فإنها تحافظ على عدد ثابت من الموظفين، ما يعكس تركيزها على استقطاب الكفاءات النوعية بدلًا من التوسع الكمي.
تُعد مايكروسوفت واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، تأسست عام 1975 على يد بيل غيتس وبول ألين، ويقع مقرها الرئيسي في ريدمنـد، واشنطن. بدأت الشركة رحلتها بتطوير أنظمة التشغيل، وكان نظام MS-DOS أول نجاحاتها الكبرى، قبل أن تطلق نظام Windows الذي أصبح لاحقًا النظام الأكثر استخدامًا عالميًا
على مدار العقود، توسعت مايكروسوفت لتشمل مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، منها:
أنظمة التشغيل: Windows 10 و11
الذكاء الاصطناعي: عبر منصة Azure AI وCopilot
الحوسبة السحابية: Azure، أحد أكبر منافسي AWS
البرمجيات المكتبية: Microsoft 365 (Word، Excel، PowerPoint)
الألعاب: Xbox وشراء Activision Blizzard
الأمن السيبراني: حلول متقدمة لحماية البيانات والبنية التحتية
في السنوات الأخيرة، ركّزت مايكروسوفت بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد شراكتها الاستراتيجية مع OpenAI، حيث دمجت تقنيات GPT في منتجاتها مثل Copilot في Word وExcel، مما أحدث ثورة في طريقة العمل والإنتاجية.
كما أن الشركة تتبنى فلسفة "الذكاء الاصطناعي المسؤول"، وتعمل على تطوير تقنيات تراعي الأخلاقيات والخصوصية، وتحرص على الشفافية في استخدام البيانات.
من خلال هذه الاستراتيجية، تسعى مايكروسوفت إلى ترسيخ مكانتها ليس فقط كشركة برمجيات، بل كقائدة في مستقبل الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفسّر حملات التوظيف المكثفة التي تقوم بها حاليًا لاستقطاب أفضل العقول في هذا المجال.