عاجل

رمضان عبدالمعز: دعاء النبي «إبراهيم» يجسد أرقى معاني الرجاء وحسن الظن بالله

الشيخ رمضان  عبد
الشيخ رمضان عبد المعز

أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن دعاء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام الوارد في قوله تعالى بسورة إبراهيم: "الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء"، يُعَد نموذجًا فريدًا في التعبير عن الرجاء في الله وحسن الظن بكرمه، حتى في أشد الظروف وأصعب المراحل العمرية.

وأوضح رمضان عبد المعز، خلال حلقته ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "دي إم سي"، أن نبي الله إبراهيم بدأ دعاءه بالحمد على النعمة قبل طلب المزيد، ما يعكس أدب الأنبياء في مخاطبة الله سبحانه وتعالى، وإقرارهم بفضله العظيم.

اليقين باستجابة الدعاء 

أشار رمضان عبد المعز إلى أن سيدنا إبراهيم عليه السلام، رغم بلوغه سنًّا متقدمة، أظهر يقينًا تامًا بأن الله يسمع ويستجيب دعاء عباده، مستشهدًا بقوله في الآية: "إن ربي لسميع الدعاء".

وبيّن رمضان عبد المعز أن هذا الإيمان العميق يعلّم المسلمين أن العمر أو الظروف لا تقف عائقًا أمام تحقيق الأمنيات إذا ما ارتبطت بالثقة بالله وحسن التوكل عليه.

عرض الطلبات بتواضع 

بعد الحمد والثناء على الله، توجه سيدنا إبراهيم بطلباته بأدب جم وخشوع قلب، فقال رمضان عبد المعز: "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء"، وهو طلب جامع بين العبادة الشخصية وصلاح الذرية، بما يعكس حرص الأنبياء على أن يمتد أثر الطاعة في الأجيال القادمة.

وأضاف رمضان عبد المعز أن الدعاء تضمن أيضًا طلب المغفرة للنفس والوالدين والمؤمنين جميعًا، كما ورد في قوله: "ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب"، وهو ما يبرز البعد الإنساني والشمولي في دعوات الأنبياء.

التوازن بين الخوف والرجاء

أوضح رمضان عبد المعز أن هذا الموقف الإيماني لسيدنا إبراهيم يجمع بين جناحي الإيمان: الخوف من عذاب الله والخشية من التقصير، إلى جانب الرجاء في رحمته وفضله.

وأشار رمضان عبد المعز إلى أن المؤمن الحقّ يعيش دائمًا بين هذين الجناحين، فلا يغلبه الخوف فيقنط، ولا يطغى عليه الرجاء فيغتر، وإنما يوازن بينهما ليظل على طريق الاستقامة.

طرق باب الله في جوف الليل

استشهد رمضان عبد المعز بقول مأثور: "إن الله لا يرد يدًا رفعت إليه", مبينًا أن قصد باب الله في جنح الليل، وبث الشكوى والرجاء بين يديه، هو دليل على الثقة المطلقة في كرمه وجوده.

وأضاف رمضان عبد المعز أن "بحر عطاء الله لا ينضب"، ومن أقبل عليه بصدق نية لم يرده خائبًا قط، بل يمنحه فوق ما يتمنى، مصداقًا لقوله تعالى: "ادعوني أستجب لكم".

الدروس الإيمانية المستفادة

خلص رمضان عبد المعز إلى أن دعاء سيدنا إبراهيم يمثل مدرسة إيمانية متكاملة، تعلمنا أدب الدعاء، وضرورة البدء بالحمد والثناء على الله قبل عرض الحاجات، مع اليقين بوعده في الاستجابة.

وتابع رمضان عبد المعز: "كما يرسخ الدعاء مفهوم شمولية النية، بحيث لا يقتصر المسلم على طلب الخير لنفسه فقط، بل يعمّ بدعائه أهله وذريته وسائر المؤمنين، ليكون دعاؤه صدقة جارية في ميزان حسناته".

الشيخ رمضان  عبد المعز 
الشيخ رمضان  عبد المعز 

رسالة للمسلمين في كل زمان

وجه رمضان عبد المعز رسالة للمسلمين تحثهم على الاقتداء بأنبياء الله في الدعاء والرجاء، والتمسك بالثقة في عطاء الله حتى وإن تأخرت الإجابة، مؤكدًا أن الله لا يمنع العطاء إلا ليمنح أفضل منه في الوقت الذي يقدّره.

وذكر رمضان عبد المعز أن كل مؤمن يستطيع أن يحيا هذه المعاني إذا أخلص قلبه لله، وداوم على ذكره ودعائه، مستحضرًا دائمًا أن باب السماء مفتوح لا يغلق، وأن رحمة الله أوسع من أحلام البشر.

تم نسخ الرابط