عاجل

خبراء لـ"نيوز رووم": كلمة السيسي حذرت من محاولات الابتزاز المائي والسياسي

كلمة الرئيس السيسي
كلمة الرئيس السيسي

قال الدكتور محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية، إن الرئيس السيسي أكد من جديد موقف الدولة المصرية الراسخ حيال حقوقها التاريخية في مياه النيل وعدم السماح بالمساس بها، وذلك أثناء استضافته للرئيس الأوغندي موسفيني رئيس أحد دول المنبع بحوض نهر النيل.

وأوضح الدكتور محمد عثمان في تصريح خاص لموقع "نيوز رووم" أن الرئيس السيسي ألمح إلى استخدام مياه النيل كأحد أدوات الضغط علي مصر حيال ملفات أخري، ومما لا شك فيه أن أطروحة تهجير سكان غزة إلي مصر وتصفية القضية الفلسطينية هي علي رأس الملفات التي تتعرض القاهرة فيها لضغوط كبيرة لتحلحل موقفها الشديد والصارم الرافض للانصياع لهذه المخططات أو السماح بتنفيذها.

وأضاف عثمان أن الرئيس المصري تحدث بلهجة واضحة وصارمة في وجود قيادة أفريقية كبيرة ونافذة في حوض وادي النيل ليوضح للشركاء الأفارقة والمجتمع الدولي والرأي العام المصري أبعاد ما تتعرض له مصر من ضغوط سافرة وابتزاز صريح من أجل تمرير مخططات أثمة.

وشدد في الوقت ذاته لهذا الجمهور العريض والمتنوع الذي خاطبه أن مصر ثابتة على موقفها ولن تغيره تحت أي ظرف، وأنه لا مجال للتنازل فيما يخص المصالح الوجودية ذات الصلة بالأمن القومي المصري.

عمرو حسين: كلمة الرئيس جاءت واضحة وحاسمة

أما الكاتب والمحلل السياسي عمرو حسين فقال إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال لقائه مع الرئيس الأوغندي جاءت واضحة المعالم وحاسمة في مضمونها، حيث حملت رسائل قوية تؤكد على ثبات الموقف المصري تجاه قضية مياه النيل، باعتبارها مسألة وجود وأمن قومي لا تقبل المساومة أو التهاون.

وأوضح عمرو حسين في حديث لـ" نيوز رووم" أن الرئيس السيسي شدد بشكل قاطع على أن مصر لن تفرط في حقوقها القانونية والتاريخية في مياه النيل، تلك الحقوق التي تستند إلى اتفاقيات دولية راسخة وموثقة، وإلى مبادئ القانون الدولي التي تنظم استخدام الأنهار الدولية المشتركة، وتكفل لكل دولة حقها في الموارد المائية دون إضرار بحقوق الآخرين.

وأضاف حسين أن هذا الموقف المصري لم يكن جديدًا، بل هو امتداد لنهج واضح تبنته الدولة المصرية عبر التاريخ، يقوم على احترام التعاون الإقليمي وتحقيق التنمية المشتركة بين دول حوض النيل، مع التأكيد على أن أي إجراءات أحادية أو محاولات لفرض أمر واقع في ملف المياه، لن تلقى القبول أو الصمت من جانب مصر. 

أهمية الدور الأفريقي

واعتبر أن إعلان هذه الرسالة أمام القيادة الأوغندية تحديدًا يعكس إدراك مصر لأهمية الدور الأفريقي في هذا الملف، ولضرورة أن يكون التعاون بين دول الحوض هو الأساس، بعيدًا عن التوترات أو السياسات التي تهدد الاستقرار.

وأشار حسين إلى أن الرئيس السيسي في كلمته لم يكتفِ بالتأكيد على الحقوق المائية فحسب، بل وضع أيضًا رؤية متكاملة للتعاون المستقبلي مع أوغندا وباقي دول الحوض، تقوم على المشروعات المشتركة، وتبادل الخبرات، والاستثمار في البنية التحتية المائية، بما يحقق مكاسب متبادلة ويعزز الروابط بين الشعوب، وهو ما يعكس فلسفة مصر في التعامل مع ملف المياه باعتباره مجالًا للتكامل لا للصراع، شريطة احترام الاتفاقيات وعدم الإضرار بالمصالح المصرية.

وختم عمرو حسين تصريحه بالقول إن الرسالة التي بعث بها الرئيس السيسي اليوم تتلخص في أن أمن مصر المائي خط أحمر، وأن أي مساس بحصة مصر من مياه النيل سيقابل برد فعل محسوب يجمع بين الدبلوماسية القوية والتحرك القانوني الصارم، مع الحفاظ على قنوات الحوار والتعاون مع الدول الشقيقة، وهذه المقاربة المتوازنة تؤكد أن مصر قادرة على حماية حقوقها المائية بكل الوسائل، وفي الوقت نفسه مستعدة للعمل على بناء شراكات استراتيجية تعود بالنفع على الجميع.

تم نسخ الرابط