الميراث الملعون.. حكاية طعن شاب لشقيقته أمام أعين والدته بدمياط

في واقعة هزّت الشارع الدمياطي وأثارت موجة واسعة من الاستياء، شهدت منطقة البستان بمحافظة دمياط جريمة دامية، بعدما أقدم رجل على طعن شقيقته ثلاث طعنات نافذة في الصدر والبطن أمام أعين والدته، إثر خلاف حاد على الميراث.
تفاصيل جريمة قرية البستان بدمياط
وبحسب المعطيات الأولية، فإن المتهم، ويدعى محمد أ. أ (45 عامًا)، دخل في مشادة كلامية مع شقيقته سماح أ. أ (42 عامًا) داخل منزل العائلة، بسبب نزاع متجدد حول تقسيم الميراث، وأثناء الحوار الذي اتسم بالتوتر والانفعال، تدخلت الضحية للدفاع عن والدتها بعد أن حاول المتهم التعدي عليها، فما كان منه إلا أن استل سكينًا وسدد لشقيقته ثلاث طعنات غائرة أصابتها في الصدر والبطن، لتسقط على الأرض غارقة في دمائها.
شهود العيان أوضحوا لـ "نيوز رووم" أنهم سمعوا صرخات استغاثة عالية قادمة من المنزل، وعند دخولهم شاهدوا مشهدًا مأساويًا؛ الضحية ممددة على الأرض، ووالدتها في حالة صدمة وانهيار، بينما كان المتهم يتشبث بالسلاح في يده.
أحد الشهود أكد أن الخلافات بين الأخوين ليست جديدة، وأنها كانت تتصاعد كل فترة، لكن لم يكن أحد يتخيل أن تصل الأمور لحد الشروع في القتل.
وفور تلقي البلاغ، انتقلت قوات الأمن وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، حيث جرى نقل المجني عليها إلى المستشفى في حالة حرجة، وخضعت لعملية جراحية عاجلة لوقف النزيف الحاد الناتج عن الطعنات. الفريق الطبي أكد أن الإصابات شديدة وقد تستدعي تدخلات إضافية خلال الساعات المقبلة.
التحقيقات الأولية كشفت أن الخلاف بين الأشقاء كان ممتدًا منذ فترة طويلة، ويتعلق بممتلكات وأراضٍ ورثوها عن والدهم، ومع غياب حلول ودية أو قانونية، تصاعد التوتر وصولًا إلى الجريمة. الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهم، وتم التحفظ على أداة الجريمة، فيما أمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات بتهمة الشروع في القتل والاعتداء على أحد أفراد الأسرة.
هذه الحادثة ليست معزولة، بل تأتي في سياق مقلق من تزايد جرائم العنف الأسري في مصر، حيث تشير تقارير أمنية إلى أن النزاعات العائلية، وخاصة المتعلقة بالميراث، تشكل نسبة ملحوظة من جرائم الاعتداء. خبراء علم الاجتماع يحذرون من أن غياب الحوار الأسري واللجوء إلى العنف يعمّق الانقسامات داخل العائلات، ويؤدي إلى كوارث إنسانية لا يمكن تداركها.
الأهالي في المنطقة عبّروا عن حزنهم الشديد، مؤكدين أن الميراث مهما كانت قيمته لا يساوي قطرة دم، وأن الروابط الأسرية يجب أن تكون فوق كل الخلافات المادية.