انقسام وفد التفاوض الإسرائيلي.. فئة ترفض العودة للطاولة والآخرى تنتقد نتنياهو

على الرغم من ظهور مبادرة جديدة لإحياء المسار التفاوضي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سواء من القاهرة أو من الوسطاء الثلاثة مجتمعين، تسود حالة من الانقسام في الفريق التفاوضي الإسرائيلي بشأن إمكانية المضي قدمًا في الاتفاق مع حركة حماس، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.
رفض العودة للطاولة
وبحسب هيئة البث، فإن مصادر مشاركة في المحادثات قالت إن الانقسام لا يتعلق فقط بالاتفاق الجزئي أو غيره، بل بالعودة إلى المفاوضات في حد ذاتها.
وأكدت المصادر أن حماس تناقش استئناف المحادثات بشأن اتفاق جزئي، وتقدّر الحركة أن الوسطاء سيزيدون الضغط على الجانبين لإعادتهما إلى مسار المفاوضات في الأيام المقبلة.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإذن وفد حماس لم يذهب إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات، بل لرأب الصدع مع مصر، مشيرا إلى أن هذا الصدع نشأ بعد مواقف اتخذتها الحركة ضد القاهرة خلال الأيام الأخيرة.
تحميل نتنياهو المسؤولية
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن مصادر من الفريق التفاوضي الإسرائيلي تُحمّل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو مسؤولية تعقيد الموقف بسبب شروطه الإضافية الأخيرة، التي عرضها خلال مؤتمريه الصحفيين باللغتين العبرية والإنجليزية، مشيرًا إلى ما سمّاه "شروط الاستسلام".
وأكدت أصوات من الفريق التفاوضي أن الفجوات بين حماس وإسرائيل ليست كبيرة، ويمكن حلها، في حين حمّل نتنياهو حماس مسؤولية التعطيل، بسبب تمسّكها بمطالب قال إنها لن تقبلها أي حكومة.
وفي سياق متصل، فإن مصر وقطر وتركيا سيقدمون مقترحًا جديدًا لحماس لمنع احتلال غزة، وتتضمن المبادرة صفقةً لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وخريطة انتشار جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وإشرافًا عربيًا أمريكيًا حتى التوصل إلى اتفاق دائم، بحسب موقع “والا” العبري.
وصرح مصدر مطلع لقناة “سكاي نيوز”مساء الاثنين بأن مصر وقطر، بالتنسيق مع تركيا، تعملان على صياغة مبادرة جديدة لعرضها على وفد حماس، وأوضح المصدر أن الهدف من المقترح هو "تفنيد ذرائع رئيس الوزراء نتنياهو لاحتلال غزة"، وفي حال موافقة حماس على المبادرة، فسيتم تسليمها للوسيط الأمريكي تمهيدًا لعرضها على إسرائيل.
وأوضح المصدر أن المقترح يتضمن صفقة شاملة لإطلاق سراح جميع الأسرى، أحياءً وأمواتًا، مقابل إطلاق سراح عدد محدد من الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى خريطة انتشار جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بإشراف عربي - أمريكي، ريثما يتم التوصل إلى حل لقضيتي السلاح وحكم حماس في قطاع غزة.
كما أفادت التقارير أن المبادرة تتضمن مرحلة انتقالية تُجمّد فيها حماس أنشطة جناحها العسكري، وتمتنع عن استخدام السلاح بضمانات من الوسطاء وتركيا، وفي الوقت نفسه، تُجرى مفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم.
فيما صرح مسؤول كبير في حماس لقناة "فلسطين اليوم" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، أن وفد الحركة الذي وصل إلى مصر من المتوقع أن يلتقي كبار المسؤولين المصريين "في إطار تحركات حماس المكثفة وجهودها لوقف حرب الإبادة".
وأضاف أن الوفد سيلفت الانتباه إلى "جريمة التجويع المتعمد وخطة نتنياهو لاحتلال مدينة غزة"، وسيُحذّر “من تداعيات قرارات إسرائيل الأخيرة على المفاوضات وجهود الوسطاء لاستئنافها”.
وتابع أن : “وفد حماس سيُحذّر أيضًا، خلال زيارته لمصر، من تداعيات قرارات إسرائيل الأخيرة على المفاوضات وجهود الوسطاء لاستئنافها”.