استهداف الصحفيين.. مؤيد اللامي يكشف مخطط الاحتلال لإسكات الحقيقة وطمس الجرائم

أكد مؤيد اللامي، رئيس اتحاد الصحفيين العرب، أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس حربًا شاملة على قطاع غزة، لا تستثني البشر أو الحجر أو حتى الكلمة الحرة.
عدوان عسكري ضد الصحافة
وأوضح مؤيد اللامي، في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية أن ما يجري في القطاع ليس مجرد عدوان عسكري، بل حملة إبادة تطال كل مكونات الحياة، في ظل استهداف مباشر للبنية التحتية، والمستشفيات، والمدارس، وحتى المراكز الإعلامية.
وأشار مؤيد اللامي إلى أن الاحتلال لا يكتفي باستهداف المدنيين، بل يضع الصحفيين في دائرة الخطر بشكل متعمد، في محاولة لطمس معالم الجرائم التي يرتكبها يوميًا، ومنع وصول أي مشاهد أو روايات توثق الانتهاكات إلى الرأي العام العالمي.
سلاح الاحتلال لإخفاء الحقيقة
شدد مؤيد اللامي على أن إسرائيل تلاحق صحفيي غزة بكل الوسائل، ليس لأنهم طرف في النزاع، بل لأنهم شهود على الحقيقة، وأعين العالم على ما يحدث من مجازر وانتهاكات، موضحًا أن الاحتلال يدرك أن الصورة والفيديو والكلمة هي أسلحة قوية قد تفضح جرائمه أمام المجتمع الدولي، لذلك يسعى إلى إسكاتها بالقتل أو الاعتقال أو التهديد.
وأضاف مؤيد اللامي أن ما تقوم به إسرائيل يرقى إلى جريمة حرب مكتملة الأركان، إذ يُعد استهداف الإعلاميين انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية واتفاقيات حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة، فضًلا عن أن هذا السلوك يعكس طبيعة الكيان العنصرية والإجرامية، التي لا تحترم أي معايير أخلاقية أو إنسانية.
من الدعم إلى الانتقاد
كشف مؤيد اللامي أن كثيرًا من الدول الغربية التي كانت تساند إسرائيل سياسيًا وعسكريًا بدأت الآن تتحدث صراحة عن جرائم الاحتلال، بعدما تكشفت أمامها الحقائق عبر مشاهد البث المباشر والتقارير الميدانية التي يقدمها مراسلو غزة رغم المخاطر الجسيمة.
وأشار مؤيد اللامي إلى أن هذه التحولات في المواقف الغربية لم تأتِ بسهولة، بل جاءت نتيجة الجهود المتواصلة من قبل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الحرة التي فضحت ممارسات الاحتلال وأحرجت الحكومات الداعمة له أمام شعوبها.
رسالة تهديد إلى صحفيين العالم
وصف مؤيد اللامي السلوك الإسرائيلي بأنه رسالة تهديد واضحة إلى كل الصحفيين في العالم مفادها: "ابتعدوا عنا لأننا نريد أن نقتل أكثر دون شهود". وأكد أن هذا التهديد لا يستهدف الصحافة الفلسطينية فقط، بل يوجه ضربة لحرية الصحافة عالميًا، إذ يشكل سابقة خطيرة قد تشجع أنظمة قمعية أخرى على استهداف الإعلاميين بلا خوف من المساءلة.
وأضاف مؤيد اللامي أن صمت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات، مطالبًا بتحرك دولي عاجل لتوفير الحماية للصحفيين في مناطق النزاع، وفرض عقوبات رادعة على الكيان الإسرائيلي.
الإدانة القانونية والفضيحة
أوضح مؤيد اللامي أن جرائم الاحتلال ضد الصحفيين في غزة لا يمكن تبريرها بأي ذريعة أمنية، إذ تتناقض تمامًا مع القانون الدولي الإنساني الذي ينص على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجال الإعلامي خلال النزاعات المسلحة، مبينًا أن هذه الممارسات تضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع المؤسسات الحقوقية والإعلامية العالمية، ما يعرضها ليس فقط للإدانة القانونية، بل لفضيحة أخلاقية أمام الرأي العام العالمي.

وفي ختام تصريحاته، شدد مؤيد اللامي على أن صوت الحقيقة لن يُسكت، وأن الصحفيين في غزة، رغم التضحيات الجسيمة، سيواصلون أداء رسالتهم الإنسانية والمهنية، مؤكدًا أن التاريخ سيسجل شجاعتهم في مواجهة أعتى آلة بطش في العصر الحديث.