عاجل

الدكتورة إيمان الريس: جهود الداخلية لضبط «تيك توك» تحمي القيم والأخلاق

إيمان الريس
إيمان الريس

أكدت الدكتورة إيمان الريس، المستشار التربوي والنفسي وأخصائي تعديل السلوك، أن الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في مراقبة وضبط المحتوى المنشور على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تطبيق "تيك توك"، تمثل خطوة مهمة وحيوية لحماية القيم والأخلاق داخل المجتمع المصري، خصوصًا في ظل التوسع الكبير في استخدام هذه المنصات بين فئة الشباب.

وفي تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أوضحت الدكتورة الريس أن فرق الرصد والمتابعة الإلكترونية تعمل بشكل دقيق ومستمر على تتبع أي مخالفات أو تجاوزات تمس الأخلاق العامة أو العادات والتقاليد الأصيلة، مع اتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحق المخالفين، مما يعكس حرص الدولة على توفير بيئة إعلامية آمنة ونظيفة تخلو من المحتوى المخل أو المخالف للقيم المجتمعية.

دورًا وطنيًا واجتماعيًا 

وشددت الريس على أن دور وزارة الداخلية في هذا المجال لا يقتصر على كونه دورًا أمنيًا فحسب، بل يمتد ليكون دورًا وطنيًا واجتماعيًا يسعى إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي، وردع كل من يستغل منصات التواصل لنشر سلوكيات غير مقبولة تؤثر سلبًا على المجتمع، خاصة فئة الشباب.

وأشارت إلى أن استمرار هذه الجهود وتكثيفها سيسهم في خلق بيئة أكثر أمانًا وانضباطًا على الإنترنت، ويعزز الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة في مواجهة التحديات الأخلاقية والسلوكية التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة وتطور وسائل التواصل الاجتماعي.

عمليات غسل الأموال

كشف المحامي أشرف فرحات، عن تفاصيل مثيرة حول كيفية استغلال منصة "تيك توك" في عمليات غسل الأموال، موضحًا أن بعض الحسابات الوهمية تحمل أسماء مستعارة مثل "المستشار" أو "بندق" وغيرها، تدخل يوميًا لدعم البثوص المباشرة بمبالغ ثابتة أو متغيرة.

وأشار أشرف فرحات، خلال لقائه في برنامج "حديث اليوم" المذاع على قناة الحدث اليوم، إلى أن بعض أصحاب هذه الحسابات يعلنون أمام متابعيهم أنهم يربحون مليون جنيه في ثلاث ساعات فقط، وهو ما اعتبره مؤشراً واضحًا على وجود نشاط مالي غير طبيعي يستدعي التوقف عنده.

من الهدايا إلى الأموال 

أوضح أشرف فرحات أن المتابعين يرسلون ما يُعرف بـالهدايا الافتراضية، مثل "الأسود" و"النمور" و"الحيتان"، وهي رموز رقمية تباع بأسعار مرتفعة. وعند تتبع مسار هذه الأموال، نجد أنها تدخل أولاً إلى المنصة، التي تقتطع نسبتها، ثم يتم تحويل الباقي إلى حسابات صانعي المحتوى.

 

وبيّن أشرف فرحات أن هذه الهدايا تُشترى باستخدام عملات رقمية محظورة قانونيًا في مصر ومحرمة شرعًا، لكن بعد مرورها عبر “تيك توك” تتحول إلى أموال رسمية تودع في البنوك، لتبدو وكأنها أرباح مشروعة.

الحلقة الأخيرة من الغسيل

أضاف أشرف فرحات أن الخطوة الأخيرة في هذه العملية تتمثل في قيام شخص أو جهة معينة بـسحب هذه الأموال من الحسابات البنكية، مقابل عمولة يحصل عليها نظير “خدمة الغسيل”.

وأشار أشرف فرحات إلى أن التربح من “تيك توك” بحد ذاته ليس جريمة، مهما بلغت قيمة الأرباح، لكن الإشكالية تكمن في مصدر الأموال، والطرق التي دخلت بها إلى الحسابات، وهو ما يجعل الأمر خاضعًا للتحقيقات المالية.

 

الهدايا أم الأموال؟ .. الفارق القانوني

شدد فرحات على ضرورة التفرقة بين الهدايا الرقمية المسموح بها في سياق المنصة، وبين الأموال الكبيرة التي تتحرك عبر الحسابات، والتي قد تكون مرتبطة بجرائم مالية، موضحًا أن الجهات المعنية يمكنها كشف حركة هذه الأموال ومصدرها بسهولة من خلال فحص الحسابات البنكية المرتبطة.

كما أشار أشرف فرحات إلى أن "تيك توك" أعلنت مؤخرًا حذف أكثر من مليوني فيديو لاحتوائها على ألفاظ بذيئة وإيحاءات غير لائقة، في محاولة بحسب وصفه لـ"تهدئة" الرأي العام” في ظل المطالبات المتزايدة بحظر التطبيق في مصر.

هل الحظر هو الحل؟

أكد أشرف فرحات أن حظر تطبيق “تيك توك” لن يكون حلاً جذريًا للمشكلة، مشبهًا الأمر بوجود سكين في المنزل يمكن استخدامها في تقطيع الفاكهة أو ارتكاب جريمة، موضحًا أن الأداة نفسها ليست المشكلة، بل طريقة استخدامها.

 

وبيّن أشرف فرحات أن الحل الأمثل يتمثل في تفعيل الرقابة على حركة الأموال، ومحاسبة المخالفين، بدلاً من حرمان المستخدمين الشرعيين من الاستفادة من المنصة.

 

تم نسخ الرابط