اغتيال ممنهج لطاقم إعلامي في غزة وسط تصعيد عسكري واسع

أفاد يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من مدينة غزة، بأن الاحتلال الإسرائيلي نفّذ هجوما جويا مباشرا استهدف خيمة للصحفيين بعد منتصف الليل، ما أسفر عن استشهاد سبعة فلسطينيين، بينهم الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع، وعدد من الزملاء الإعلاميين، إضافة إلى المصورين محمد نوفل، إبراهيم ظاهر، ومؤمن عليان، مشيرا إلى أن الخيمة المستهدفة كانت معروفة بأنها مخصصة للإعلاميين وتقع في منطقة مكشوفة، ما يثبت أن الاستهداف كان متعمدا بهدف قتل كل من بداخلها. كما أُصيب عدد آخر من الصحفيين في القصف، فيما أدى الهجوم إلى أضرار مادية كبيرة بفعل الشظايا.
مشهد مؤثر وسط حالة من الغضب الشعبي
وأضاف أبو كويك خلال رسالة على الهواء، أن جنازات الشهداء الإعلاميين انطلقت من مستشفى دار الشفاء باتجاه حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، في مشهد مؤثر وسط حالة من الغضب الشعبي، لافتا إلى أن هذا الاغتيال تزامن مع أعنف سلسلة غارات على المناطق الجنوبية الشرقية من المدينة، خاصة حي الزيتون، حيث استُشهد ستة أطفال من عائلة واحدة، في وقت لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن انتشال الضحايا من تحت الأنقاض نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي المكثف، الذي يطال المدنيين دون توقف منذ ساعات الليل الأولى.
وأوضح أبو كويك أن المجازر لم تقتصر على غزة وحدها، بل امتدت إلى محافظات أخرى. ففي جنوب قطاع غزة، استُشهد خمسة فلسطينيين وأُصيب أكثر من 20 آخرين في غارة استهدفت مركز توزيع للمساعدات في منطقة نتساريم، كما استهدفت غارة أخرى منزلاً في المنطقة الغربية من خانيونس، أسفرت عن استشهاد ستة مواطنين على الفور، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لا تزال مستمرة بوتيرة عالية في المناطق الوسطى وخان يونس، بينما تبقى محافظتا رفح وشمال القطاع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة منذ شهور، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة وغير مسبوقة.
ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين ومنسق تحالف الاتحادات والنقابات الفلسطينية، أن استهداف الصحفيين في قطاع غزة يتم بشكل متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق الدولية، موضحا أن استشهاد الزميل أنس الشريف وطاقم قناة الجزيرة يشكل جريمة مكتملة الأركان، تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية التي أودت بحياة 238 صحفيا منذ السابع من أكتوبر، مضيفا أن هذه الجرائم لا تمثل اعتداء على أفراد فحسب، بل هي هجوم مباشر على حرية الصحافة وحق العالم في المعرفة.
وأوضح الأسطل خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الصحفيين الفلسطينيين يعملون في الميدان تحت ظروف بالغة الخطورة، وينقلون الحقيقة للعالم بدمائهم وتضحياتهم، مؤكدا أن نقابة الصحفيين كانت قد تلقت إفادة من الزميل أنس الشريف قبل اغتياله، تتضمن تفاصيل تهديدات مباشرة من الاحتلال، مشيرا إلى أن النقابة تواصلت بدورها مع الاتحاد الدولي للصحفيين وعدد من المؤسسات المعنية بحماية الصحفيين، لكنها لم تلقَ أي استجابة فاعلة حتى الآن، في ظل تقاعس دولي واضح عن توفير الحماية القانونية والميدانية للصحفيين الفلسطينيين.
وفي ختام حديثه، شدد الأسطل على أن المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والأمم المتحدة، فشل في الاضطلاع بمسؤولياته تجاه حماية الصحفيين والشعب الفلسطيني، محذراً من أن استمرار الصمت الدولي يكرّس ثقافة الإفلات من العقاب، مشيرا إلى أن الاحتلال يمنع دخول أكثر من 3 آلاف صحفي أجنبي إلى قطاع غزة، بينهم 821 أمريكيا، في محاولة لإخفاء جرائمه عن أعين العالم.
ودعا إلى تحرك عاجل من قبل الجسم الصحفي الدولي للضغط من أجل إرسال لجان تحقيق دولية وتوفير الحماية الفورية للصحفيين الفلسطينيين.