السياحة والآثار تعليقًا على حريق كافيتريا وادي الملوك: المقابر آمنة تمامًا

أكدت وزارة السياحة والآثار، في بيان لها منذ قليل، أن منطقة وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر آمنة تماماً وجميع المقابر والمباني الأثرية بها سليمة وفي حالة جيدة من الحفظ، وذلك عقب نشوب حريق بالكافتيريا الخاصة بالمنطقة والسيطرة عليه بالكامل بواسطة قوات الحماية المدنية.
وأوضح الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر، أن الحريق ناتج عن ماس كهربائي، مؤكداً على عدم تعرض أي من المقابر أو المباني الأثرية بالمنطقة لأي أضرار، وعدم وقوع إصابات أو خسائر مادية أو بشرية.
وأضاف أنه توجه فور اندلاع الحريق إلى الموقع برفقة فريق من مفتشي آثار البر الغربي ومسئولي أمن الآثار، حيث تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لضمان سلامة المنطقة الأثرية.
وأشار إلى أنه يجري حاليًا التنسيق مع محافظة الأقصر للإنتهاء من إزالة مخلفات الكافيتريا، تمهيداً لإعادة المنطقة إلى حالتها الطبيعية في أسرع وقت.
وادي الملوك: مقبرة ملوك مصر القديمة
يُعد وادي الملوك من أبرز المواقع الأثرية في العالم، فهو بمثابة جبانة ملوك الدولة الحديثة في مصر القديمة (الأسرات 18-20)، ويقع على الضفة الغربية لنهر النيل في مواجهة مدينة طيبة (الأقصر حالياً). اشتهر الوادي باحتضانه لمقابر فرعونية ضخمة، نُقشت وزُينت بعناية فائقة لتكون ملاذاً أخيراً للفراعنة وملكاتهم المفضلات.
تاريخ وسبب اختيار الموقع
يعود تاريخ الوادي إلى نحو 1539 قبل الميلاد، عندما اختار الملك تحتمس الأول هذا الموقع كمكان سري لدفنه، لضمان حماية كنوزه وجسده من لصوص القبور الذين كانوا ينهبون المقابر الملكية في أهرامات الجيزة. يتميز الوادي بطبيعته الجغرافية المعزولة، حيث تحيط به الجبال من جميع الجهات، مع وجود قمة جبلية تُعرف باسم "القرن" تشبه في شكلها الهرم، مما جعلها موقعاً مثالياً لمقابر سرية.
أشهر المقابر والاكتشافات
يحتوي الوادي على أكثر من 60 مقبرة، لكل منها تصميم فريد وزخارف رائعة، من أشهر هذه المقابر:
مقبرة توت عنخ آمون (مقبرة رقم 62)
اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في عام 1922. تُعد هذه المقبرة من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، حيث وُجدت كنوزها سليمة بالكامل، بما في ذلك القناع الذهبي الشهير، والتابوت الذهبي، والمجوهرات، والأثاث الجنائزي.
مقبرة سيتي الأول (مقبرة رقم 17)
تُعرف بكونها أطول وأعمق مقبرة في الوادي. تتميز بنقوشها الملونة التي تحكي قصة رحلة الفرعون في العالم السفلي، وتُعد من أجمل المقابر من حيث الزخارف الفنية.
مقبرة رمسيس السادس (مقبرة رقم 9)
تشتهر بسقفها السماوي المزين بخريطة فلكية مفصلة، تُصور الأبراج والنجوم.
النقوش والطقوس الجنائزية
تتميز مقابر وادي الملوك بنقوشها الجدارية التي تُعد بمثابة نصوص جنائزية، مثل كتاب الموتى، وكتاب الكهوف، وكتاب الآخرة. تهدف هذه النقوش إلى إرشاد الفرعون في رحلته إلى العالم الآخر، وضمان وصوله إلى الحياة الأبدية. كما تصور النقوش الطقوس الجنائزية، والآلهة، والمشاهد اليومية، مما يقدم رؤية فريدة للحياة والمعتقدات في مصر القديمة.
أهمية الوادي في العصر الحديث
يُعد وادي الملوك اليوم موقعاً للتراث العالمي لليونسكو، ويجذب ملايين السياح من جميع أنحاء العالم سنوياً. يستمر علماء الآثار في الكشف عن أسراره، مما يضيف فصولاً جديدة إلى تاريخ الحضارة المصرية العريقة. كما أن دراسة هذه المقابر تساعد في فهم أعمق للطقوس الدينية، والفنون، والتكنولوجيا التي استخدمها المصريون القدماء.