زلزال يضرب الكرة السعودية.. أسماء كبيرة على قائمة التحقيقات في قضية فساد

باتت قضية نادي أحد تشكل أكثر من مجرد مخالفات إدارية ومالية، بل هي الآن نقطة انطلاق لتحقيق واسع النطاق قد يطيح بأسماء بارزة وشخصيات نافذة في الوسط الرياضي السعودي.
ما بدأ كإجراءات تأديبية ضد رئيس نادي أحد ومجلس إدارته، تحوّل الآن إلى كرة ثلج تتدحرج لتكشف عن شبكة فساد محكمة، تُدار من خلف الكواليس وتضم رؤساء أندية سابقين، ووكلاء لاعبين، وإعلاميين، وشخصيات أخرى وُصفت بأنها "ستكون مفاجأة مدوية".
حالة نادي أحد: رأس الجليد في فضيحة أكبر
القضية التي بدأت بقرارات صارمة من وزارة الرياضة السعودية ضد رئيس نادي أحد، محمد عبد الهادي الجهني، لم تكن سوى الخطوة الأولى.
فالوزارة، التي كانت قد منحت الجهني فرصة كاملة لموسم رياضي لتصحيح الأوضاع المالية والإدارية في النادي، وجدت أن الأمور ساءت بشكل ملحوظ، مما دفعها إلى اتخاذ قرار بإسقاط عضويته ومنعه من الانتساب لأي نادٍ رياضي لمدة ثماني سنوات.
وجاء هذا القرار الصارم على خلفية رصد مخالفات إدارية، ومالية، وقضائية متعددة، اعتبرتها الوزارة تجاوزًا صريحًا للائحة الأساسية للأندية الرياضية. ولم تقتصر القرارات على الجهني وحده، بل شملت حل مجلس الإدارة بالكامل، وفرض عقوبات على أعضاء آخرين، في رسالة واضحة بأن عصر التراخي والتساهل قد انتهى.
تحقيق موسّع يكشف عن شبكة فساد متشعبة
وفي سياق متصل، كشف الإعلامي عبدالرحمن الجماز عبر إذاعة "العربية FM" عن تفاصيل مثيرة، مؤكدًا أن لجنة خاصة من وزارة الرياضة تتواجد حاليًا في نادي أحد لاستكمال التحقيقات في ملفات أخرى.
وأشار الجماز إلى أن القضية تتجاوز نطاق نادي أحد، وتتضمن شبهة "تلاعب" واسعة النطاق. التحقيقات، بحسب الجماز، تشمل أسماء بارزة من خارج النادي، مما يفتح الباب أمام احتمال حدوث "هزة قوية" في المشهد الرياضي السعودي.
ولم يتوقف الجماز عند هذا الحد، بل كشف أن التحقيقات لا تقتصر على المخالفات المالية والإدارية المباشرة، بل تشمل أيضًا ملفات تتعلق برئيس نادٍ سابق، لم يحدد هويته، ووكيل لاعبين، وإعلامي رياضي.
لكن الإثارة الأكبر كانت في إشارته إلى وجود "أسماء أخرى ستكون مفاجأة وستهز الوسط الرياضي". هذه العبارة وحدها كانت كافية لإثارة عاصفة من التساؤلات والتكهنات حول هوية هذه الشخصيات وتورطها المحتمل في قضايا فساد قد تكون متشعبة ومعقدة.
قصة غريبة تكشف حجم التلاعب
ولتقديم دليل ملموس على حجم التلاعب المستشري، روى الجماز قصة غريبة تخص لاعبًا في نادي أحد. اللاعب، وهو ابن لاعب دولي شهير، تعاقد معه النادي، ولكنه لا يشارك في أي تدريبات أو مباريات، بل يجلس في منزله دون أي دور فعلي. هذه الحالة، وغيرها من الحالات المشابهة، تبرز مدى الفوضى والتلاعب الذي كان سائدًا في بعض الأندية، وتُعزز من فكرة أن قضية نادي أحد ليست مجرد حالة فردية، بل هي انعكاس لمشكلة أعمق.
وأتم الجماز: وزارة الرياضة، تحت شعار "لن ينجو متلاعب"، تُرسل رسالة واضحة لكل من تسوّل له نفسه استغلال منصبه أو موقعه للتلاعب أو تحقيق مكاسب شخصية غير مشروعة، فالهدف الأسمى هو إعادة الانضباط وفرض أعلى معايير الحوكمة المالية والإدارية، لضمان مستقبل نظيف ومستقر للكرة السعودية، بعيدًا عن أي شبهات فساد أو تلاعب.