عاجل

صناعة السيارات طريق التوطين من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي

توطين الصناعات
توطين الصناعات

شهدت صناعة السيارات في مصر في السنوات الأخيرة تحولات مهمة مع اتجاه واضح نحو توطين الصناعة، في إطار خطة الدولة لدعم التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، تأتي هذه الخطوة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وزيادة الطلب المحلي على السيارات، خاصة مع تنامي الطبقة الوسطى والرغبة في توفير فرص عمل جديدة.

صناعة السيارات طريق التوطين من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي

 

 لكن توطين صناعة السيارات ليس مهمة سهلة، فهي تتطلب منظومة صناعية متكاملة من موردين، وتقنيات حديثة، وتدريب عمالة، وحوافز استثمارية. في هذا التحقيق، نستعرض تطورات توطين صناعة السيارات في مصر، والفرص التي تفتحها، وكذلك التحديات التي تواجهها.

وتعتمد صناعة السيارات بشكل كبير على قطع الغيار والمكونات التي غالباً ما تستوردها الدول النامية، ما يزيد فاتورة الاستيراد ويرفع العجز التجاري، في مصر، بلغ حجم واردات السيارات وقطع غيارها مليارات الدولارات سنوياً، ما يجعل التوطين هدفاً اقتصادياً هاماً.

 توطين الصناعة لا يقلل فقط من الاعتماد على الخارج، بل يخلق فرص عمل ويطور المهارات الفنية ويحفز الصناعات المكملة مثل الحديد والإطارات والبطاريات.

على المستوى الاقتصادي، تخفيض الواردات يساهم في الحفاظ على احتياطات العملة الأجنبية، ويدعم الاستقرار المالي للدولة،  على المستوى الاجتماعي، توطين الصناعة يُعتبر مصدرًا مهمًا لخلق وظائف للشباب، خصوصاً في المناطق الصناعية، مما يساعد في الحد من البطالة.

 

التوجهات والسياسات الحكومية : 

 

أعلنت الحكومة المصرية عدة مبادرات لدعم توطين صناعة السيارات، منها تخصيص ميزانيات تحفيزية لمشروعات التصنيع، وتسهيل إجراءات الترخيص، وتوفير أراضي صناعية بأسعار مدعمة، فضلاً عن تقديم حوافز ضريبية للاستثمار المحلي والأجنبي في القطاع.

استراتيجية التوطين تتضمن رفع نسبة المكون المحلي في السيارات من 40-50% حالياً إلى ما يزيد على 60% خلال السنوات المقبلة، بحسب تصريحات مسؤولي وزارة الصناعة والتجارة.

أعلنت الحكومة المصرية عدة مبادرات لدعم توطين صناعة السيارات، منها تخصيص ميزانيات تحفيزية بقيمة 1.2 مليار جنيه لمشروعات التصنيع، خاصة للموردين المحليين من القطاعات الصغيرة والمتوسطة، وتسهيل إجراءات الترخيص، وتوفير أراضي صناعية بأسعار مدعمة، فضلاً عن تقديم حوافز ضريبية للاستثمار المحلي والأجنبي في القطاع.

كما دخلت شركات أجنبية في شراكات مع المصنعين المحليين لتصنيع وتجميع سيارات كهربائية وهجينة، في محاولة للاستفادة من الاتجاهات العالمية. نجح بعض مصانع السيارات في زيادة نسبة المكون المحلي في منتجاتها، مما يؤكد وجود قدرة متنامية على الإنتاج المحلي وتوفير قطع غيار تدخل في الصناعات المكملة.

أظهرت بيانات الهيئة العامة للتنمية الصناعية أن عدد مصانع تجميع السيارات في مصر وصل إلى 15 مصنعًا مع خطط لزيادة العدد خلال السنوات الثلاث المقبلة.

 وقد تم الاتفاق مع عدد من الشركات العالمية والمحلية لإنشاء مصانع ومراكز لتجميع السيارات، بالإضافة إلى تطوير سلسلة توريد مكونات السيارات محليًا.

إنجازات ملموسة

شهدت مصر خلال السنوات الماضية افتتاح مصانع جديدة لقطع الغيار الأساسية مثل الإطارات، والصفائح المعدنية، والبطاريات. كما دخلت بعض الشركات الأجنبية في شراكات مع المصنعين المحليين لتصنيع وتجميع سيارات كهربائية وهجينة، في محاولة للاستفادة من اتجاهات السوق العالمي.

إحدى النقاط الإيجابية أن بعض مصانع السيارات نجحت في زيادة نسبة المكون المحلي في منتجاتها، ما يؤكد وجود قدرة متنامية على الإنتاج المحلي وتوفير قطع غيار تدخل في الصناعات المكملة.

 

التحديات والمعوقات : 

 

1. سلسلة توريد غير مكتملة: ما زالت العديد من المكونات التقنية مثل الإلكترونيات الدقيقة ومحركات الكهرباء تعتمد على الاستيراد الكامل، مما يحد من نسبة التوطين.

2. تكلفة الإنتاج: ارتفاع تكلفة الطاقة والتمويل في مصر مقارنة بدول أخرى يجعل الإنتاج المحلي أقل تنافسية من حيث السعر، مما يشكل عائقًا أمام جذب المزيد من المستثمرين.

3. نقص الكوادر الفنية: عدم توفر عدد كافٍ من العمالة الماهرة المدربة على أحدث تقنيات التصنيع، يحتاج إلى برامج تعليم وتدريب متخصصة.

4. التقلبات الاقتصادية: التغيرات في أسعار العملات والسياسات الجمركية تؤثر على تكاليف الإنتاج والاستثمار.

5. الافتقار إلى سياسات حماية مرحلية: السوق المحلية ما زالت تواجه منافسة قوية من السيارات المستوردة، والتي قد تكون أرخص بسبب الإنتاج العالمي الواسع النطاق.

دور القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية : 

 

دخل العديد من المستثمرين المحليين والأجانب في سوق السيارات المصري خلال السنوات الماضية، مؤسسين مصانع ومراكز تجميع في محافظات مختلفة. 

الشركات الصينية والأوروبية تعبر عن اهتمام متزايد بالاستثمار في مصر خاصة في السيارات الكهربائية، حيث ترى فرصاً في السوق المحلي والإقليمي.

من جانبها، تدعم الدولة هذه الاستثمارات عبر إنشاء مناطق صناعية متخصصة وتقديم تسهيلات مالية، وهو ما يزيد من فرص نمو القطاع وتوطين أكبر لمكوناته.

التأثير على المواطن والسوق المحلي

 

نجاح توطين صناعة السيارات سيؤدي إلى خفض تكلفة السيارات الجديدة وقطع الغيار على المدى المتوسط، مما يجعل اقتناء السيارات أكثر سهولة للمواطنين. كما ستزداد فرص العمل في قطاع التصنيع والخدمات المرتبطة به، فضلاً عن تحسين جودة المنتجات المحلية بفضل المنافسة والتطوير التقني.

لكن يحتاج السوق إلى بعض الوقت ليستوعب هذه التحولات، خاصة مع حاجة المصانع إلى الوصول لنسب إنتاج عالية لجعل المنتج تنافسيًا من حيث التكلفة والجودة.

 

 

تم نسخ الرابط