دونباس مقابل وقف الحرب.. بوتين يعرض صفقة سلام مفاجئة لترامب

كشفت مصادر أوروبية وأوكرانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم مقترحًا "شبه شامل" لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك خلال اجتماع مغلق في موسكو يوم الأربعاء الماضي جمعه بـ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وفق ما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال.
دونباس مقابل وقف الحرب
بحسب تسريبات الاجتماع، اقترح بوتين أن تسلم أوكرانيا كامل منطقة دونباس – بما فيها دونيتسك ولوغانسك – إلى السيطرة الروسية، مقابل وقف شامل لإطلاق النار.
ويمثل هذا العرض تراجعًا نسبيًا عن المطالب الروسية السابقة، التي تضمنت السيطرة على أراضٍ أوسع تمتد على طول خط الجبهة. إلا أن أوكرانيا لا تزال تحتفظ بمساحات استراتيجية في دونيتسك ولوغانسك، بينها مدن رئيسية تعتبر مراكز للمقاومة الأوكرانية.
مصير زابوريجيا وخيرسون
ولم يشمل المقترح الروسي بشكل مباشر منطقتي زابوريجيا وخيرسون الجنوبيتين، حيث تسيطر القوات الروسية على أجزاء مهمة. هذا الصمت دفع القادة الأوروبيين إلى طلب إيضاحات فورية من إدارة ترامب، التي بدورها أبلغت بأن بوتين يرغب بتجميد الوضع الراهن في تلك المناطق، مع احتمال فتح باب التفاوض مستقبلاً لتبادل أراض مع أوكرانيا.
ورغم هذا، لا تزال طبيعة الأراضي المقترحة لأوكرانيا مقابل تلك التي تسيطر عليها روسيا غير معروفة.
محادثات أوروبية وأمريكية
في الوقت نفسه، عقد نائب الرئيس الأميركي جيه.دي فانس اجتماعات في بريطانيا مع مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين لمناقشة ملامح الصفقة المحتملة، في ظل إشارات من الرئيس دونالد ترامب بأن أي اتفاق قد يشمل "تبادلاً متوازناً للأراضي".
وفي المقابل، قدم ممثلون أوروبيون مقترحًا مضادًا خلال الاجتماع في موسكو، شدد على:
- وقف إطلاق النار أولاً كشرط لأي خطوات لاحقة.
- رفض أي تنازل أحادي عن أراضٍ أوكرانية دون اتفاق شامل.
- ضرورة وجود ضمانات أمنية صارمة لأي اتفاق محتمل.
وقال مفاوض أوروبي في تصريح نقلته وول ستريت جورنال: "لا يمكن بدء أية عملية سياسية بالتنازل عن أراضٍ ما دامت المعارك مستمرة".
زيلينسكي يرفض: "لن نتنازل عن شبر من أرضنا"
من جانبه، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه القاطع لأي تسوية تشمل تنازلات إقليمية، مؤكدًا في خطاب مساء السبت: "الأوكرانيون لن يعطوا أرضهم للمحتل".
وتتمسك كييف بموقفها القاضي بوجوب انسحاب روسيا من جميع الأراضي المحتلة، بما فيها القرم ودونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، رغم عدم السيطرة الروسية الكاملة على تلك المناطق.
قمة ألاسكا
وتأتي هذه التطورات بينما يترقب العالم لقاء مرتقب بين الرئيسين الأمريكي والروسي في ألاسكا يوم 15 أغسطس الجاري، حيث من المتوقع أن تشكل خارطة طريق السلام في أوكرانيا البند الأبرز على جدول الأعمال.