إكرام بدر الدين: لقاء السيسي ووزير الخارجية التركي يعكس تنامي العلاقات

أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بوزير الخارجية التركي اليوم، يحظى بأهمية خاصة لاعتبارات عدة في مقدمتها الثقل السياسي والإقليمي لمصر وتركيا، فضلًا عن القضايا الحيوية التي تناولها القاء، وتوقيته الذي يأتي وسط تطورات خطيرة في المنطقة، كان آخرها أمس موافقة الكنيست الإسرائيلي على غزو واحتلال قطاع غزة، بما يحمله ذلك من تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة.
وأوضح "بدر الدين" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن المباحثات شملت مستويين من أهم القضايا:-
المستوي الأول، يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ولا سيما في إطار مجلس التعاون الاستراتيجي المصري التركي، حيث جرى التأكيد على دعم التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات بين البلدين.
أما المستوى الثاني، فأشار إلى أنه تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أكد الجانبان رفض الاحتلال العسكري الإسرائيلي لغزة، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى، ورفض تهجير الفلسطينيين تحت أي مسمى، باعتباره جريمة حرب.
وأضاف، أن المباحثات تطرقت أيضًا إلى ملفات ليبيا وسوريا والسودان، حيث عرض الرئيس السيسي الرؤية المصرية القائمة على الحفاظ على وحدة الدول ومؤسساتها وجيوشها وأراضيها وثرواتها وهي مبادئ تحظى بتأييد تركي.
تطور العلاقات بين البلدين
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بحضور وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي.
ونقل فيدان تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما أكد السيسي أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى التطور الكبير الذي شهدته بعد توقيع إعلان مشترك في فبراير 2024. وقد مهد هذا الإعلان الطريق لعودة اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى برئاسة رئيسي البلدين.
تعاون اقتصادي وملفات إقليمية
شهد اللقاء تأكيدًا متبادلًا على ضرورة زيادة التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا، بهدف رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار، وهو ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس السيسي إلى أنقرة في سبتمبر 2024. كما تم التشديد على أهمية توسيع مشاركة الشركات التركية في المشروعات الاستثمارية بمصر.
تطرق الجانبان أيضًا إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة. وأكدا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن والأسرى، مع رفض إعادة الاحتلال العسكري أو تهجير الفلسطينيين.
كما ناقش اللقاء تطورات الأوضاع في كل من ليبيا، وسوريا، والسودان، حيث استعرض الرئيس السيسي رؤية مصر لتحقيق السلام والاستقرار في هذه الدول، مع التأكيد على أهمية احترام سيادتها ووحدة أراضيها.