خبير: خطة إسرائيل للسيطرة على غزة مجرد ذريعة لاحتلال وتهجير السكان |فيديو

أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، أن الخطة التي أعلنتها إسرائيل للسيطرة على قطاع غزة ليست سوى غطاء لمخطط أوسع يهدف إلى احتلال القطاع بالكامل وتهجير سكانه، مشيراً إلى أن ما يروَّج بشأن تحرير الرهائن كهدف أساسي ليس إلا "ذريعة زائفة" لتبرير استمرار العدوان.
وأوضح أحمد سيد أحمد، في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو تمضي في تنفيذ هذا المخطط دون اكتراث للمواقف الدولية المعارضة، بما في ذلك الرفض الأوروبي، وذلك بفضل "الحماية الأمريكية المطلقة" التي تتمتع بها إسرائيل، سواء من خلال الدعم العسكري أو الاقتصادي أو الغطاء الدبلوماسي داخل مجلس الأمن.
الحماية الأمريكية والانتهاكات
وأشار أحمد سيد أحمد إلى أن هذه الحماية الأمريكية تمنح إسرائيل قوة سياسية وعسكرية تسمح لها بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي دون خشية من المحاسبة، م وضحًا أن تل أبيب تستخدم مصطلحات مثل "السيطرة الأمنية" كمراوغة لتجنب استخدام مصطلح "الاحتلال"، في محاولة للتهرب من التبعات القانونية المترتبة على ذلك.
وأضاف أحمد سيد أحمد أن الأولوية الحقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي الحفاظ على ائتلافه الحاكم وإرضاء شركائه من أحزاب اليمين المتطرف، وليس استعادة المحتجزين، مؤكداً أن تحريرهم عسكرياً أمر غير ممكن، وأن السبيل الوحيد لذلك هو التفاوض، وهو ما تتجاهله القيادة الإسرائيلية.
إضعاف الدولة الفلسطينية
وحذر أحمد سيد أحمد من أن إسرائيل تعيش مأزقاً استراتيجياً، حيث تفتقر إلى رؤية واضحة لمستقبل قطاع غزة، وأن هدفها الفعلي بات تدمير ما تبقى من البنية التحتية للقطاع، والقضاء على أي مقومات لقيام دولة فلسطينية مستقلة، ليس في غزة فقط، بل في الضفة الغربية والقدس أيضاً.
وأشار أحمد سيد أحمد إلى أن هذه السياسات الممنهجة تعكس توجهات أيديولوجية راسخة لدى اليمين الإسرائيلي، تهدف إلى فرض أمر واقع جديد على الأرض، عبر تكريس الاحتلال، وتوسيع المستوطنات، وإضعاف أي مشروع سياسي لحل الدولتين.
تهديد للسلم الدولي
وشدد أحمد سيد أحمد على أن ما يجري في غزة يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وتهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين، في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة، واستمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
ودعا أحمد سيد أحمد المجتمع الدولي إلى الانتقال من مرحلة الإدانة اللفظية إلى خطوات عملية، عبر اتخاذ قرارات ملزمة في مجلس الأمن، وفرض ضغوط سياسية واقتصادية على إسرائيل لوقف العدوان فوراً، وضمان حماية الشعب الفلسطيني، وفتح المجال أمام عملية سياسية شاملة تحقق السلام العادل والدائم.

دعوة لتحرك عاجل
واختتم أحمد سيد أحمد تصريحاته بالتأكيد على أن الصمت الدولي يشجع إسرائيل على المضي في مخططاتها التوسعية، وأن حماية الشعب الفلسطيني تستدعي تحركاً عربياً ودولياً متكاملاً، يضع حداً لانتهاك القانون الدولي، ويعيد الاعتبار لحقوق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير.