عاجل

هل تعاني من آلام الظهر المزمنة؟ دراسة تكشف علاج علمي أكثر فعالية من الأدوية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تعد آلام الظهر من أكثر المشكلات الصحية شيوعا بين البالغين وقد يعاني البعض منها بشكل مؤقت بينما تتحول لدى آخرين إلى حالة مزمنة تؤثر على جودة حياتهم ونشاطهم اليومي وكانت الخيارات العلاجية محدودة، غالبا مما تقدم فوائد مؤقتة صغيرة إلى متوسطة ولا تستمر طويلاً.

لكن دراسة أسترالية جديدة كشفت أن هناك علاج نفسي متخصص يمكن أن يقلل من تأثير آلام الظهر المزمنة بشكل ملحوظ ويستمر أثره لسنوات وفقا لتقرير نشره موقع ديلي ميل.

السيطرة على الألم عبر الدماغ وليس فقط الأدوية

ركزت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ماكواري في سيدني، على نوع من العلاج النفسي يعرف بـ العلاج الوظيفي المعرفي CFT، وهو أسلوب يهدف إلى فهم العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات الجسدية، وكيف يمكن لهذه العوامل أن تؤثر في إدراك الألم وشدته.

العلاج الوظيفي المعرفي يستخدم عادة لعلاج مشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب، لكنه في هذه الحالة استخدم لمساعدة المرضى على التحكم في استجابتهم الجسدية للألم مما يمنحهم قدرة أكبر على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية.

 1000 مريض ومتابعة لثلاث سنوات

شملت التجربة أكثر من 1000 شخص يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة، بمتوسط عمر 48 عامًا وتم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات:
1. الرعاية المعتادة: وتشمل الأدوية المسكنة ونصائح الإدارة الذاتية.
2. العلاج الوظيفي المعرفي CFT: سبع جلسات علاجية على مدى 12 أسبوعا، مع جلسة تعزيزية بعد ستة أشهر.
3. العلاج الوظيفي المعرفي + التغذية الراجعة البيولوجية: إضافة تقنية تساعد المريض على التحكم في وظائف الجسم التلقائية مثل التنفس ومعدل ضربات القلب.

وبعد متابعة استمرت ثلاث سنوات أظهرت النتائج أن مجموعتي CFT حققتا تحسنا أكبر بكثير من مجموعة الرعاية المعتادة، سواء في تقليل الألم أو تحسين القدرة على القيام بالأنشطة.

والمفاجأة أن إضافة التغذية الراجعة البيولوجية لم تقدم فائدة إضافية ملحوظة مقارنة بـ CFT وحده.

فعالية عالية ومخاطر منخفضة

وصف الباحثون العلاج الوظيفي المعرفي بأنه عالي القيمة ومنخفض المخاطر، مؤكدين أنه يوفر فوائد مستدامة على المدى الطويل، وهو ما يميزه عن العديد من العلاجات التقليدية التي قد تتطلب الاعتماد المستمر على الأدوية أو التدخلات الجراحية.

كما أشاروا إلى أن تطبيق هذا العلاج على نطاق واسع يمكن أن يقلل بشكل كبير من عبء آلام الظهر المزمنة على الأفراد وأنظمة الرعاية الصحية.

آلام الظهر مشكلة عالمية

وفقا لمؤسسة أبحاث التهاب المفاصل في المملكة المتحدة يعاني حوالي تسعة ملايين شخص في إنجلترا من آلام الظهر وفي معظم الحالات تكون المشكلة قصيرة الأمد ناتجة عن إجهاد أو إصابة في العضلات أو الأربطة لكنها قد تتحول إلى حالة مزمنة إذا لم تعالج بالشكل الصحيح.

الأعراض الشائعة تشمل ألم مستمر أو متكرر في أسفل الظهر، صعوبة الحركة والانحناء، تيبس العضلات، تراجع القدرة على أداء الأنشطة اليومية

تؤكد هذه الدراسة أن التحكم في الألم لا يعتمد فقط على العلاجات الدوائية أو التدخلات الجراحية، بل يمكن أن يتحقق من خلال تغيير طريقة التفكير والتعامل مع الألم.

 

تم نسخ الرابط