المسيخ الدجال.. اعرف كيفية النجاة من فتنته بالقرآن والسنة

متي يظهر المسيخ الدجال وكيفية النجاة من فتنته؟، سؤال يكثر البحث عنه، حيث جاء أن الدجال لغة على وزن فعال من الدجل وهو التغطية، وأصل الدجل معناه : الخلط، يقال : دجل إذا لبس وموه، وجمع دجال: دجالون، ودجاجلة. وسمي الدجال دجالا ؛ لأنه يغطي الحق بباطله.
والدجال الذي نقصده هو الدجال الأكبر الذي يخرج قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى عليه السلام.
فخروجه من أعظم علامات الساعة؛ لأنه فتنة عظيمة، ويسمى مسيحا؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوما، ولفظة المسيح تطلق على الصديق، وهو عيسى عليه السلام، وعلى الضليل الكذاب وهو الأعور الدجال.
متى يخرج الدجال؟
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن خروج المسيح الدجال سيكون في وقت يتمكن فيه من قيادة الشر لقرون طويلة في الخفاء، قبل أن يُعلن عن نفسه ويظهر جهارًا، فيحدث بذلك فتنة عظيمة تجتاح كل بلاد العالم باستثناء مكة والمدينة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكد، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من بلد إلا سيدخله الدجال، إلا مكة والمدينة"، وأنه رغم اجتهاد بعض العلماء في إدخال بيت المقدس ضمن المدن التي لا يدخلها الدجال، فإن القياس هنا فيه نظر، لأن اليهود – وهم من أتباع الدجال – يعيشون فيها، والدجال منهم، وبالتالي نلتزم بالنص النبوي الواضح في الاقتصار على مكة والمدينة فقط.
وأوضح الدكتور جبر أن مدة ظهور الدجال العلني هي أربعون يومًا، وخلال هذه المدة سيجوب الأرض كلها، بما يُهيئ له من وسائل انتقال سريعة ودعاية واسعة تجعله مرئيًا للناس في كل مكان – عبر التلفاز أو الهواتف أو غيرها – حتى تدخل فتنته كل بيت، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى يحفظ مكة والمدينة بملائكة يقفون حرسًا على مداخلها، فلا يستطيع الدجال الدخول إليهما. وقال إن الدجال عندما يقترب من سباخ المدينة – أي حدودها – يرى الملائكة تحول بينه وبين الدخول، وهذا الكشف له كشف إهانة لا كرامة، تمامًا كما كشف الله جبريل عليه السلام في صورة فحل حينما تصدى لمن أراد أذى النبي.
وأضاف أن المدينة عند اقتراب الدجال ستشهد زلزالًا، يخرج على إثره المنافقون والكفار، بينما يبقى فيها المؤمنون مطمئنون ثابتون، مشيرًا إلى أن من سيخرج مع الكفار رجل صالح يكشف على الدجال ويشهد بأنه هو الذي أخبر عنه النبي، ويُقال في بعض الروايات إنه الخضر عليه السلام.
ولفت الدكتور يسري جبر إلى أن من علامات اقتراب هذه الأحداث أن المدينة المنورة اليوم أصبحت مفتوحة لغير المسلمين، بل ويُسمح لهم بالتملك داخلها، واصفًا ذلك بأنه جزء من التمهيد للمرحلة المقبلة، ومؤكدًا أن هذا الواقع الذي نعيشه اليوم يصدق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم منذ قرون.
وتابع: "فالحمد لله الذي جعلنا من زمرة أهل اليقظة، ومن زمرة المسلمين الذين يعيشون على هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصدق رسول الله، فما زال يخبرنا بالغيب الذي نراه يتحقق أمام أعيننا يوماً بعد يوم".
خروج الدجال :
ذكر الحافظ أبو الخطاب بن دحية كثرة معاني لفظة المسيح، حيث ذكر أنه اختلف في معنى المسيح على ثلاثة وعشرين قولاً، وقال : (لم أر من جمعها قبلي ممن رحل وجال ولقي الرجال) [مجمع البحرين].
والمقصود بالمسيح هنا المسيح الضال الذي يكون فتنة للناس، بما يجريه الله على يديه من خوارق للعادة، كإنزال المطر وإحياء الأرض، وأما مسيح الهدى فهو عيسى ابن مريم عليه السلام الذي سيأتي الكلام عليه.
والأحاديث التي تذكر الدجال بلغت حد التواتر، إلا أنه لم يذكر في القرآن، وقد أجاب ابن حجر على ذلك بأجوبة، فقال : (فقد أجاب على ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بقوله : اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر، وعظم الفتنة به، وتحذير الأنبياء منه، والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة، وأجيب بأجوبة :
أحدها : أنه ذكر في قوله تعالى :" يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا"، فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رفعه : ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل : الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها.
الثاني : قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم في قوله تعالى :" وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ"، وفي قوله تعالى :" وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ"، وصح أنه الذي يقتل الدجال فاكتفي بذكر أحد الضدين عن الآخر، ولكونه يلقب المسيح كعيسى، لكن الدجال مسيح الضلالة وعيسى مسيح الهدى.
الثالث : أنه ترك ذكره احتقارا، وتعقب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله، وتعقب بأن السؤال باق وهو ما الحكمة في ترك التنصيص عليه ؟ وأجاب شيخنا الإمام البلقيني بأنه اعتبر كل من ذكر في القرآن من المفسدين فوجد كل من ذكر إنما هم ممن مضى وانقضى أمره، وأما من لم يجئ بعد فلم يذكر منهم أحدا) [فتح الباري]
وتلك الأحاديث المتواترة التي ذكرت الدجال تحدثت عن خروجه في آخر الزمان والتحذير منه، ووصفه وصفا دقيقًا.
وقد روت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، قصة تميم الداري ورؤيته للدجال، وقد ذكرت الحديث بتمامه في المقال الأول عن علامات الساعة، والذي تكلمت فيه عن العلامات الصغرى، وجاء في الحديث أن الدجال قال عن نفسه : (إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده سيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها). قالت : قال رسول الله ﷺ وطعن بمخصرته في المنبر : (هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة ) يعني المدينة (ألا هل كنت حدثتكم ذلك " ؟ فقال الناس : نعم. قال : " فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل الشرق ما هو من قبل الشرق، ما هو من قبل الشرق، ما هو " وأوما بيده إلى المشرق، قالت : فحفظت هذا من رسول الله ﷺ) [رواه مسلم].