الأزهر الشريف يحافظ على منهجه العلمي المستنير ويصحح المفاهيم الدينية الخاطئة

أكد الدكتور عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الأزهر الشريف يتمتع بمنهج علمي متفرد في دراسة وتعليم الدين الإسلامي، مشيرًا إلى أن البعض يخلط بين هذا المنهج العريق وبين المناهج الحديثة التي تتبعها بعض الجامعات في العالم الإسلامي.
وأوضح هندي، خلال ظهوره في برنامج "نظرة" المذاع عبر فضائية "صدى البلد" ويقدمه الإعلامي حمدي رزق، أن الأزهر لم يكن يومًا مجرد مؤسسة تعليمية، بل هو مركز إشعاع حضاري وفكري، له أسسه الراسخة ومبادئه التي لا تتغير مع تبدل الأزمنة.
الاعتماد على المذاهب الأربعة والعقل المنهجي
وأشار هندي إلى أن منهج الأزهر يستند بشكل أساسي إلى المذاهب الفقهية الأربعة المعروفة، والتي تمثل مدارس اجتهادية متكاملة في فهم الشريعة الإسلامية، موضحًا أن هذا التنوع الفقهي هو ما يمنح طلاب العلم بالأزهر قدرة واسعة على استيعاب مختلف الآراء والاختلافات الفقهية في إطار من التقدير والاحترام.
وأضاف أن الأزهر لا يقدم فقهًا جافًا أو فهمًا مغلقًا للدين، بل يعتمد على العقل والتحليل المنطقي في التعامل مع النصوص الشرعية، معتبرًا أن "العقل المستنير" هو أحد أبرز دعائم المنهج الأزهري.
تفسير السنة النبوية في إطار علمي دقيق
وفيما يخص فهم الأزهر للسنة النبوية، أكد هندي أن المؤسسة الأزهرية قدّمت شروحًا موسعة ومتكاملة لصحيح البخاري، وهو ما يدل على اهتمامها العميق بالسنة، ليس فقط من باب النقل، بل من باب الفهم والتحليل والتدقيق في المقاصد.
وشدد على أن الأزهر لا يكتفي بمجرد التلقين، بل يسعى إلى "تأصيل المعلومة" عبر أدوات البحث العلمي ومناهج النقد والتحقيق، مما يجعله مختلفًا عن كثير من الجهات التي تعتمد على النصوص دون تحليل أو تدبر.
الأزهر.. حصن الدين والعقل معًا
واختتم الدكتور عبد الغني هندي حديثه بالتأكيد على أن الأزهر سوف يظل صمام أمان للأمة الإسلامية للجميع، بما يحمله من ميراث علمي هائل ومنهج عقلاني يعلي من قيمة التفكير والتدبر، مشيرًا إلى أن الحفاظ على هذا المنهج هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل من ينتمي للأزهر أو يستنير بنوره.