رمزي عودة: اجتياح غزة مغامرة "غير محسوبة" ستغرق إسرائيل في مستنقع الخسائر

في تحذير جديد من تداعيات التصعيد الإسرائيلي المحتمل في قطاع غزة، أكد الدكتور رمزي عودة، الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال، أن السيناريوهات المتداولة حول اجتياح بري كامل للقطاع تمثل خيارًا «غير عقلاني» ستكون كلفته باهظة على المستويات كافة، وليس فقط من الناحية العسكرية.
جاء ذلك خلال مداخلته عبر قناة "القاهرة الإخبارية" مع الإعلامية آية لطفي، حيث استعرض أبعاد هذا السيناريو وانعكاساته السياسية والإنسانية، مشيرًا إلى أن الاحتلال ليس مستعدًا لتحمل تبعات هذه المغامرة الخطرة.
البيئة القتالية في غزة تختلف عن الحروب التقليدية
وأوضح عودة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لطالما اعتمد على القوة الجوية والصواريخ والمركبات المدرعة الثقيلة في معاركه، وهو ما يمنحه تفوقًا تقنيًا في مواجهة الجيوش النظامية ، لكن القتال وسط أحياء مكتظة بالمدنيين، كما هو الحال في غزة، يمثل تحديًا كبيرًا، حيث تتحول الشوارع والمباني إلى نقاط مواجهة، وتفقد الآليات الثقيلة جدواها.
وتابع: "أي عملية برية في مناطق مثل دير البلح وخان يونس والمواصي ستعرض الجنود الإسرائيليين لنيران المقاومة في بيئة لا يعرفونها جيدًا، وقد تسفر عن مقتل العشرات منهم، مما ينعكس سلبًا على الجبهة الداخلية في إسرائيل."
تبعات قانونية وإنسانية لا ترغب تل أبيب في تحملها
أشار عودة إلى أن اجتياح مناطق مأهولة يسكنها مئات الآلاف، مثل منطقة المواصي وحدها التي تؤوي ما يقرب من 600 ألف نسمة، سيجعل إسرائيل أمام استحقاقات دولية، تتعلق بتوفير الغذاء والرعاية الصحية والخدمات الأساسية للسكان، بموجب القانون الدولي.
وأضاف: "إسرائيل لم تلتزم سابقًا بهذه المسؤوليات في الضفة الغربية، ومن غير المرجح أن تلتزم بها في غزة، ما يعرضها لمزيد من الانتقادات والمساءلة من المجتمع الدولي."
ترامب يتهرب من الموقف ويضغط على المقاومة
وحول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن احتمال تنفيذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهذا الاجتياح، اعتبر عودة أن ترامب يحاول التهرب من تحمل المسؤولية، عبر إحالة القرار إلى نتنياهو نفسه.
وأشار إلى أن هذه اللهجة تأتي في إطار ضغوط أمريكية غير مباشرة على حركة حماس للقبول باتفاق تهدئة، متسائلًا في الوقت نفسه عن مصداقية حديث ترامب عن «المساعدات الإنسانية»، في ظل استمرار دعم بلاده العسكري الواسع لإسرائيل.
خلاصة الموقف
أنهى الدكتور رمزي عودة مداخلته برسالة تحذيرية، مفادها أن أي اجتياح بري للقطاع لن يكون نزهة، بل مغامرة محفوفة بالخسائر، ستجر الاحتلال إلى حرب استنزاف طويلة، وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي، بدلًا من دفعه نحو التهدئة والاستقرار.