خبير: العلاقات المصرية السودانية.. شراكة استراتيجية تتحدى التحديات | فيديو
في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، تظل العلاقات بين مصر والسودان نموذجًا للاستقرار والتعاون الاستراتيجي، كما أكد رامي زهدي، خبير الشؤون الإفريقية، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس الوزراء السوداني الأخيرة إلى القاهرة تعكس عمق الشراكة بين البلدين، ورغبتهما في مواصلة التنسيق المشترك لمواجهة التحديات المصيرية.
زيارة في توقيت حساس
أوضح زهدي خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا نيوز" أن توقيت الزيارة يحمل دلالات سياسية مهمة، خصوصًا مع تصاعد الأزمات الداخلية والصراعات المسلحة داخل السودان، التي تهدد استقراره ووحدة أراضيه. وشدد على أن الحوار المصري السوداني في هذه المرحلة يركّز على ملفات تمس الأمن القومي للبلدين، وعلى رأسها الأمن والاستقرار، وكذلك أمن البحر الأحمر، إلى جانب ملف الأمن المائي المرتبط بشكل وثيق بقضية سد النهضة.
دعم إنساني وسياسي متواصل
وأكد زهدي أن مصر لم تتخلَّ عن السودان في أزمته، بل كانت في مقدمة الدول التي قدّمت دعمًا إنسانيًا واسع النطاق، سواء داخل السودان أو للاجئين الذين استقبلتهم الأراضي المصرية. كما تواصل مصر، بحسب زهدي، جهودها السياسية والدبلوماسية لحلحلة الأزمة السودانية، بالتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية، سعيًا للوصول إلى حلول تضمن وحدة السودان واستقراره.
خبرات مصرية لإعادة الإعمار
وفي سياق الحديث عن مستقبل السودان، أشار زهدي إلى أن القاهرة تمتلك تجربة فريدة في مجال إعادة الإعمار والتنمية رغم التحديات، مؤكدًا أن مصر مستعدة لنقل خبراتها في بناء البنية التحتية وتدريب الكوادر السودانية، وتقديم دعم فني متكامل في مختلف القطاعات.
موقف موحّد تجاه سد النهضة
وفيما يتعلق بالملف المائي، شدد زهدي على أن مصر والسودان يقفان جبهة واحدة في مواجهة الإجراءات الأحادية التي تتبعها إثيوبيا بشأن سد النهضة، مؤكدًا أن الدولتين تتمسكان بحقوقهما التاريخية في مياه النيل، ولن تتنازلا عنها تحت أي ظرف، مع الاعتماد على الوسائل القانونية الدولية لحماية مصالحهما.
رؤية مشتركة لمواجهة التحديات
واختتم زهدي حديثه بالتأكيد على أن البلدين يمتلكان أدوات قوية للتعامل مع مختلف التحديات، مشيرًا إلى أن وحدة الرؤية والموقف بين القاهرة والخرطوم تمثل صمام أمان للمنطقة بأكملها، داعيًا إلى توحيد الجهود الإقليمية لمواجهة الأزمات الراهنة برؤية جماعية تخدم شعوب وادي النيل.
