خبير الشؤون الأفريقية: الثقة بين مصر والسودان لا تتأثر رغم الظروف العصيبة

أوضح رامي زهدي، خبير الشؤون الأفريقية، أن زيارة البروفيسور/ كامل الطيب إدريس، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي بجمهورية السودان، إلى القاهرة تحمل دلالة سياسية قوية، تعكس متانة ورسوخ العلاقات المصرية السودانية، والتي أثبتت عبر العقود أنها علاقات استراتيجية لا تهتز مهما كانت التحديات.
مصر تظل الدولة الأقرب إلى السودان سياسيًا وشعبيًا
وأشار زهدي إلى أن اختيار القاهرة كأول محطة خارجية لرئيس الوزراء السوداني في ظل ظروف داخلية معقدة، يؤكد أن مصر تظل الدولة الأقرب إلى السودان، ليس فقط جغرافيًا، بل سياسيًا وشعبيًا، وهو ما يعكس عمق الترابط بين الشعبين والدولتين.
ونوه إلى أن القضايا المطروحة خلال اللقاءات الأخيرة بين الجانبين هي ملفات متكاملة، تأتي في إطار اهتمام مشترك بالأمن والاستقرار، وعودة السودان إلى سابق عهده كدولة قوية ذات مؤسسات فاعلة، كما لفت إلى أهمية ملفات الأمن المائي، وأمن البحر الأحمر، ومواجهة الإجراءات الأحادية من جانب إثيوبيا، خاصة ما يتعلق بملف سد النهضة.
مصر تدعم بقوة مؤسسات الدولة الوطنية في السودان
وأوضح زهدي أن مصر لم تتوانَ منذ اندلاع الأزمة السودانية عن التحرك على جميع المحاور لدعم الشعب السوداني، سواء عبر تقديم الدعم الإنساني المباشر، أو من خلال جهودها السياسية والدبلوماسية على مستوى الإقليم والعالم لتقريب وجهات النظر، واحتواء جميع مكونات المجتمع السوداني دون إقصاء.
وأكد أن مصر تدعم بقوة مؤسسات الدولة الوطنية في السودان، وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة ووزارة الخارجية، مشيرًا إلى أن الانتصارات التي يحققها الجيش السوداني مؤخرًا في مناطق الخرطوم وأم درمان وبورتسودان يمكن أن تشكل قاعدة لبناء استقرار تدريجي يسمح بالتحرك نحو إعادة الإعمار.
تشكيل لجان تنفيذية بين البلدين يعكس الطابع العملي للزيارة
وأشار إلى أن تشكيل لجان تنفيذية بين البلدين يعكس الطابع العملي للزيارة، حيث أنها لا تقتصر على الجانب البروتوكولي، بل تتضمن خطوات إجرائية واضحة بين وفدي الحكومتين، لبدء تفعيل ما تم الاتفاق عليه مسبقًا بين القيادتين السياسيتين لمصر والسودان.
وفيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار، أوضح زهدي أن القاهرة تمتلك تجربة فريدة وملهمة في التعامل مع أوضاع مشابهة، وتستطيع أن تنقل خبراتها الفنية والبشرية للسودان، سواء عبر تدريب الكوادر السودانية أو من خلال استدعاء الكفاءات السودانية وتطويرها داخل مصر.
كما أشار إلى أن موقف القاهرة والخرطوم في مواجهة التحركات الإثيوبية الأحادية في ملف سد النهضة هو موقف موحد وثابت، مؤكداً أن البلدين يملكان الشرعية الدولية والقانونية الكافية لمواجهة أي انتهاك لحقوقهما المائية، مشددا على أن أمن المياه بالنسبة لمصر والسودان هو قضية وجودية، وأن التماسك والتنسيق المشترك هو السبيل الوحيد لحماية هذه الحقوق.