خالد الجندي: المشقة في العبادة ترفع الدرجات وتضاعف الثواب | فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الموجة الحارة التي تمر بها البلاد هذه الأيام ليست مجرد ابتلاء، بل قد تكون فرصة ربانية عظيمة للتقرب إلى الله، ونيل الأجر والثواب من خلال الصبر والعبادة في أوقات المشقة.
وأشار خالد الجندي، خلال حديثه في حلقة اليوم من برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة "dmc"، إلى أن المحن كثيرًا ما تتحول إلى منح، وأن الظروف القاسية يمكن أن تكون بابًا للطاعة وطريقًا إلى الجنة، إذا أحسن الإنسان استغلالها.
الصيام في الحر أعظم أجرًا
وأوضح خالد الجندي أن العبادات في أوقات العسر تختلف في قيمتها ومكانتها عند الله عن تلك التي تُؤدى في أوقات اليسر والراحة، مشددًا على أن صيام يوم شديد الحرارة لا يُقارن بصيام يوم بارد، نظرًا لما يرافقه من مشقة وإرهاق بدني شديد.
وأضاف خالد الجندي أن الصبر على الجوع والعطش في أيام الحر القائظ يُعد نوعًا من الجهاد بالنفس، كما أن مقاومة الرغبة في الراحة والتكاسل من أجل إتمام العبادة ترفع من مقام العبد عند الله، وتجعل أجره مضاعفًا بقدر ما بذل من جهد.
التصدق وقت الحاجة
واستشهد خالد الجندي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مئة ألف درهم"، في إشارة إلى فضل من يتصدق وهو في أمسّ الحاجة إلى المال، مؤكدًا أن النية الخالصة والمشقة المصاحبة للعمل تضاعف من قيمة العبادة.
وأوضح خالد الجندي أن الله لا ينظر إلى كمية العمل فقط، بل إلى مدى إخلاص صاحبه، ومدى ما تحمله في سبيل أدائه، مشيرًا إلى أن العبادة المقرونة بالمجاهدة تكون أعظم أثرًا وأكبر أجرًا.
الحجاج على الأقدام
وفي سياق حديثه عن ثواب المشقة، أشار خالد الجندي إلى قوله تعالى: ﴿وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر﴾، موضحًا أن الله قدم الماشي على قدميه إلى الحج على الراكب، لأن مشقته أكبر وسعيه أعظم.
وأضاف خالد الجندي أن الآية تشير إلى أن كل مشقة في سبيل الطاعة تُسجل أجرًا عند الله، سواء كانت تعبًا بدنيًا أو حرًا أو جوعًا أو عطشًا، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿ولا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله إلا كُتب لهم به عمل صالح﴾.
الطاعة طريق للرفعة
أكد خالد الجندي أن من حكمة الله أن جعل الطاعة في أوقات العسر أعظم أجرًا، فكل من يُجاهد نفسه ويُقاوم رغباته في لحظات الصعوبة، يكون له عند الله مقام أعلى من غيره، لافتًا إلى أن العبادة ليست مجرد أداء ظاهر، بل اختبار للصبر والإخلاص.
كما دعا خالد الجندي إلى عدم التذمر من المشقة، بل استقبالها برضا واحتساب، والعمل على توظيفها في القرب من الله، مؤكدًا أن هذا هو جوهر الابتلاء الذي يرفع العبد في ميزان الطاعة والدرجات.

الصبر والصلاة سلاح المؤمن
وفي ختام حديثه، شدد خالد الجندي على أهمية الصبر في مواجهة المشقة، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين﴾، مشيرًا إلى أن الصلاة في أوقات التعب، والصبر على مشقة العبادة، هما طريق العارفين بالله وأسلوب أهل الإخلاص في الفوز بالدرجات العليا.
ودعا خالد الجندي إلى التحمل والثبات في ظل الأجواء الصعبة، معتبرًا أن كل لحظة مشقة تُقابلها لحظة أجر، وكل صبر على الطاعة يفتح بابًا من أبواب الرحمة الإلهية.