فرحات: القاهرة بوابة استقرار السودان وأمنه من الأمن القومى المصري

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل الطيب إدريس إلى مصر اليوم، كأول زيارة خارجية له منذ توليه رئاسة الحكومة الانتقالية، تحمل دلالات استراتيجية عميقة، تعكس حجم الثقة السودانية في الدور المصري المحوري، وتؤكد على مركزية القاهرة في معادلة الاستقرار الإقليمي.
وأوضح فرحات أن اختيار القاهرة كوجهة أولى لرئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل الطيب إدريس هو تعبير مباشر عن تقدير القيادة السودانية للدور التاريخي والواقعي الذي تلعبه مصر، دولة وشعبا، في دعم استقرار السودان، والحفاظ على تماسك مؤسساته الوطنية، ودفع جهود الانتقال السياسي والتنمية الاقتصادية مشيرا إلى أن مصر كانت، وستظل، سندا للأشقاء في السودان في كل المنعطفات المصيرية، مدفوعة بعلاقات تاريخية وجغرافية لا يمكن تجاوزها.
وأشار فرحات إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء السوداني حمل رسائل مهمة، في مقدمتها التأكيد على أن أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وأن القاهرة منفتحة على تقديم كل أشكال الدعم الممكنة، سواء في مجالات إعادة الإعمار، أو تأهيل البنية التحتية، أو المساهمة في ملفات التدريب وبناء القدرات، انطلاقا من خبرتها الواسعة و تجربتها الرائدة في استعادة الدولة الوطنية وتثبيت أركانها بعد الفوضى.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن مصر تنظر إلى استقرار السودان باعتباره ضرورة استراتيجية للمنطقة، سواء من حيث ضبط الحدود، أو مواجهة التحديات المشتركة كالهجرة غير الشرعية والإرهاب والتهريب، أو حماية منابع النيل ومقدراته، مشددا على أن القاهرة تسعى لترسيخ شراكة تنموية حقيقية مع الخرطوم، تستند إلى المصالح المتبادلة والاحترام الكامل لسيادة الدول.
وشدد اللواء رضا فرحات على أن مصر كانت ولا تزال داعمة لكل مسار يهدف إلى إنهاء الأزمة السودانية من خلال تسوية سياسية شاملة، وتحافظ على كيان الدولة السودانية، وتضمن استعادة مؤسساتها دورها بكفاءة واستقلال تام.
زيارة رئيس فيتنام تعكس الثقة الدولية في مصر
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية "لوونج كوونج" إلى القاهرة ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسى، تعكس ثقة دولية متزايدة فى مكانة مصر كشريك موثوق ومحورى على الساحة الدولية، مؤكدا أن هذه الزيارة تمثل دلالة واضحة على نجاح الدبلوماسية المصرية فى تعزيز حضورها الإقليمى والدولى عبر بناء شراكات متعددة الاتجاهات تخدم المصالح الوطنية وتُعزز من مكانة الدولة المصرية فى النظام العالمى المتعدد الأقطاب.
وأوضح "فرحات" أن استقبال الرئيس السيسى للرئيس الفيتنامى فى قصر الاتحادية، وما رافق الزيارة من توقيع مذكرات تفاهم فى مجالات التنمية المحلية والاقتصاد، يعكس حرص القيادة السياسية على تنويع مجالات التعاون، والانفتاح على التجارب الآسيوية الناجحة فى التنمية، وعلى رأسها التجربة الفيتنامية، التى تعد نموذجا ملهما فى التحديث الاقتصادى رغم محدودية الموارد.
دعم مصر للقضية الفلسطينية
وأضاف فرحات أن فيتنام، التى تعد من أسرع الاقتصادات نموا فى جنوب شرق آسيا، يمكن أن تكون شريكا استراتيجيا مهما لمصر فى مجالات التصنيع والزراعة والطاقة المتجددة، فى حين تمثل مصر بوابة واعدة للمنتجات والاستثمارات الفيتنامية نحو أسواق إفريقيا والشرق الأوسط، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر للتحول إلى مركز لوجستى إقليمى ودولي.
وأكد فرحات أن تصريحات الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، جاءت حاسمة وكاشفة، وأثبتت للعالم حجم التضحيات التى تقدمها مصر سياسيا وإنسانيا، سواء من خلال فتح معبر رفح رغم القصف المتكرر، أو من خلال إرسال آلاف الأطنان من المساعدات، مشددا على أن مصر لا تقبل استغلال معاناة الفلسطينيين كورقة ضغط سياسية، كما ترفض بشكل قاطع كل أشكال التهجير القسرى، وتتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن التوافق المصرى – الفيتنامى حول عدد من القضايا الدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، يمثل دعامة مهمة لحشد موقف دولى أكثر اتزانا وعدالة، كما أن هذه الزيارة تفتح آفاقا جديدة للتعاون التنموى والسياسى، وتعزز من حضور مصر فى المعادلات الدولية والإقليمية المعاصرة.