عاجل

حين صمت الدواء.. كيف تحول محمود "قوطة" المريض إلى قاتل في لحظة؟

سوبر ماركت محل الجريمة
سوبر ماركت محل الجريمة

في زقاق هادئ شارع البطل أحمد عبد العزيز بمنطقة الدقي، وقع ما لم يتخيله أحد جريمة قتل راح ضحيتها طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، على يد رجل ثلاثيني يعرفه الجميع بلقب "محمود قوطة"، رجل بسيط يعمل حلاقا، ويعاني منذ سنوات من اضطرابات نفسية جعلته معروفا في الحي بأنه "مختل عقليا لكنه مسالم.

من ضحك الأطفال إلى دماء في السوبر ماركت

لم يكن يوم الحادث مختلفا عن غيره،  رصدته كاميرات المراقبة وهو يرتدي جلبابا متجها إلى كشك صغير ليشتري عبوة عصير، قبل أن يدخل السوبر ماركت الذي يعمل فيه الطفل المجني عليه. طلب منه بعض العصائر، ثم فجأة، ودون سابق إنذار، استل سلاحًا أبيض وطعنه في رقبته طعنة واحدة كانت كافية لإنهاء حياته في لحظة صمت وانهيار.

المشهد كان صادما للجميع، محمود الذي لم يعرف عنه العنف يوما، ارتكب جريمة أذهلت كل من يعرفه، حيث قال أحد جيرانه، يعمل مكوجي بجوار محل الحلاقة الذي يتردد عليه محمود: أنا بتعامل معاه من 4 سنين، عمره ما أذى حد، كان بييجي يطلب سيجارة ويمشي، محبوب من الأطفال والكبار، كنا بنعامله كأنه طفل كبير.. كنا بنهزر معاه وهو بيضحك، وكان كل طلبه في الدنيا سيجارة وبس".

وأضاف بصوت تغلبه الدهشة والحزن:لأطفال كانوا بيقولوله (يا محمود قوطة) ويشدوا التيشيرت بتاعه، وكان يضحك ويكمل طريقه. ولا مرة رفع صوته على حد، ولا حد شاف منه أذى.. آخر مرة دخل عندي، طلب سيجارة، خدها ومشي من غير كلمة زيادة".

بعد الجريمة، تحركت قوات الأمن بسرعة، وتمكنت من ضبط المتهم والسلاح المستخدم. وانتقلت النيابة العامة لمعاينة موقع الحادث، وأمرت بنقل جثمان الطفل إلى المشرحة، وبدأت التحقيق في ملابسات الواقعة، بالتوازي مع تفريغ كاميرات المراقبة والاستماع لشهادات السكان.

الجريمة ليست مجرد طعنة أنهت حياة طفل، بل قصة موجعة عن إنسان مريض لم يجد من يمد له يد العلاج، فدفع المجتمع كله ثمن الإهمال.

اليوم، لا تسود الحي مشاعر الغضب وحدها، بل الأسى والخذلان.. طفل فقد حياته، ورجل كان بحاجة إلى دواء ورعاية، لا حبل من نار يمتد إلى رقبة طفل بريء.

تم نسخ الرابط