عاجل

ترامب يطلق المعركة ضد أسطول الظل.. خطة أمريكية لخنق نفط روسيا

نفط روسي
نفط روسي

تتصاعد الضغوط الأمريكية على قطاع الطاقة الروسي، الذي لا يزال يشكل المصدر المالي الأساسي لتمويل حرب موسكو المستمرة في أوكرانيا، وفي هذا السياق، كشفت مجلة فورين بوليسي أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، على رأسها فرض عقوبات جديدة تستهدف ما يُعرف بـ"أسطول الظل" وهي مجموعة ناقلات نفط تستخدمها روسيا للالتفاف على نظام العقوبات الغربية المفروضة منذ بداية الحرب.

إدارة ترامب بصدد إطلاق حملة شاملة تهدف إلى "خنق" قطاع النفط الروسي

ويبدو أن إدارة ترامب بصدد إطلاق حملة شاملة تهدف إلى "خنق" قطاع النفط الروسي، خاصة بعد الخطوة الأولى التي اتخذتها مؤخراً بفرض رسوم جمركية على صادرات الهند بنسبة 25%، في حال استمرارها بشراء النفط الروسي الخام.

ووفقاً لما ورد في التقرير، تدرس الإدارة الأمريكية خيار سحب النفط الروسي من السوق العالمية أو التهديد بسحبه، وهو ما اعتبرته فورين بوليسي خطوة محفوفة بالمخاطر، إذ قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار البنزين عالمياً، وإحداث فوضى في الأسواق الدولية.

تجفيف منابع الحرب

الباحث كريج كينيدي، المتخصص في شؤون الطاقة الروسية من جامعة هارفارد، يرى أن خطة ترامب تهدف إلى "حرمان آلة الحرب الروسية من مصادرها النقدية"، لكنه حذّر في الوقت ذاته من أن تضييق الخناق على صادرات النفط الروسية قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية، برفع الأسعار على الجميع.

وأشار كينيدي إلى أن الأجدى للإدارة الأمريكية هو التركيز على تقليص العائدات الروسية من النفط، معتبراً أن ذلك سيكون أكثر تأثيراً، بدلًا من اللجوء إلى خطوات جانبية، مثل فرض تعريفات جمركية ثانوية على صادرات الأدوية الهندية إلى الولايات المتحدة.

الناقلات تحت المجهر

من أبرز عناصر الخطة الأمريكية الجديدة ما يُعرف بـ"أسطول الظل" الروسي، وهو أسطول مكوّن من مئات ناقلات النفط القديمة التي تعتمد عليها موسكو للتحايل على سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة الدول السبع عند 60 دولارًا للبرميل، تُستخدم هذه الناقلات لشحن النفط إلى دول مثل الهند والصين، وهي مملوكة عبر هياكل قانونية غامضة وغالبًا ما تُسجّل في ولايات قضائية تخلو من الرقابة الفعلية، مما يصعّب تتبعها أو إخضاعها للتنظيم.

بحسب فاينانشال تايمز، تخطط إدارة ترامب لإدراج عشرات ناقلات النفط الروسية الإضافية على القائمة السوداء خلال الأيام القادمة، وذلك على غرار إدارة الرئيس السابق جو بايدن التي فرضت عقوبات على 213 ناقلة قبل مغادرتها للسلطة.

ورغم أن ترامب تريّث سابقًا في توسيع القائمة أملاً في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، إلا أن استمرار الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية دفع المسؤولين الأمريكيين إلى التحرك مجددًا، حيث يقولون إن "الصبر قد نفد".

تراجع في شحنات النفط

وتشير البيانات إلى أن العقوبات السابقة على ناقلات النفط الروسية كان لها تأثير واضح، إذ أفادت شركة "كبلر" المتخصصة بتحليلات الشحن أن شحنات الناقلات المعاقَبة تراجعت من 48 مليون برميل شهريًا إلى نحو 13 مليون فقط خلال ستة أشهر أي بنسبة انخفاض بلغت 73%.

ويتوقع محللون أن تُسفر أي حملة أمريكية جديدة، خصوصًا إذا نُسّقت مع الاتحاد الأوروبي، عن تعطيل نسبة كبيرة من صادرات النفط الروسية المتبقية، ويُذكر أن الاتحاد الأوروبي بدوره فرض عقوبات على أكثر من 100 سفينة الشهر الماضي، في إطار جهوده للحد من قدرة موسكو على تمويل حربها.

تم نسخ الرابط