جمال فرويز: البلوجرز السطحيون سرطان ثقافي يهدد هوية المجتمع
أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن ظاهرة البلوجرز الذين يقدمون محتوى سطحيًا وفارغًا على مواقع التواصل الاجتماعي، باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على الهوية الثقافية المصرية، مشيرًا إلى أن ما نشاهده اليوم من تفاهة وانتشار لفيديوهات غير هادفة على منصات مثل "تيك توك" و"إنستجرام" هو جزء من حرب ناعمة تستهدف تفريغ المجتمع من قيمه.
حملة محاربة البلوجرز.. متأخرة ولكن ضرورية
وأضاف جمال فرويز خلال حديثه مع «نيوز رووم»، أن الحملة التي أطلقتها الجهات الرسمية مؤخرًا لمحاربة هذه الظاهرة، رغم كونها جاءت متأخرة، إلا أنها خطوة ضرورية ومطلوبة بشدة، مضيفًا: "أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي، هذه الحملة كان يجب أن تبدأ منذ عامين على الأقل، لأن هذه الفئة مثل السرطان الذي ينخر في جسد المجتمع".
وتابع: "هؤلاء الأشخاص يحققون ملايين المشاهدات، ليس عبثًا، بل لأنهم يخاطبون الغرائز وليس العقول، مما يشكّل تهديدًا مباشرًا لأجيال كاملة".
من السبعينيات إلى اليوم.. تآكل الهوية الثقافية
وأشار الدكتور جمال فرويز إلى أن ضرب الهوية المصرية ليس أمرًا جديدًا، بل هو مخطط طويل بدأ منذ عقود، قائلًا: "في السبعينيات دخلت علينا ثقافة الوهابية، ودمرت جزءًا من نسيجنا الثقافي المتسامح، حتى جاءت ثورة يناير التي – رغم ما لها وما عليها – أيقظت جزءًا من الوعي تجاه تلك التيارات".
وأضاف: "اليوم، تُستخدم وسيلة مختلفة لضرب المجتمع، وهي الانحدار الأخلاقي والسلوكي من خلال المحتوى الإلكتروني، ما يُعرف بأساليب حروب الجيل الخامس، التي لا تطلق رصاصًا، بل تمحو الهُوية والقيم عبر الشاشات".
المتابعة مسؤولية الجميع.. والمواجهة تبدأ بالإغلاق
انتقد فرويز دور النخبة والمثقفين في التصدي لتلك الظواهر، معتبرًا أن السلبية والمشاهدة بصمت هي مشاركة في المشكلة، مضيفًا: "بعض المثقفين يتابعون هذا الانحدار بصمت، أو يكتفون بالانتقاد اللفظي دون تحرك فعلي. من يشاهد ويدعم هذه الفيديوهات هو شريك في الجريمة الثقافية"".
وأكد أن الحل الوحيد لإنقاذ المجتمع من هذا التدهور هو إغلاق تلك المنصات أو محاسبة أصحاب المحتوى الهابط قانونيًا، قائلًا: "لا بد من قرارات حاسمة، فالإغلاق هو الحل الوحيد، نحن في معركة حقيقية ضد محتوى يفسد الذوق العام ويؤثر على الصحة النفسية للأجيال القادمة".
