عاجل

معاناة غزة من أزمة المياه تتفاقم وسط تدمير شامل للبنية التحتية

طفلة فلسطينية تحمل
طفلة فلسطينية تحمل زجاجات مياه

تعاني قطاع غزة، الذي يعاني أصلاً من ظروف إنسانية صعبة بسبب الحصار المستمر والحرب الدائرة، من أزمة مياه حادة تهدد حياة السكان وتزيد من معاناتهم اليومية. 

في ظل انقطاع متكرر لإمدادات المياه والكهرباء وتدمير كبير لشبكات المياه والصرف الصحي، يضطر سكان القطاع إلى بذل جهود مضنية لجلب كميات قليلة من المياه الضرورية للاستهلاك اليومي.

يقول معاذ مخيمر، شاب فلسطيني يبلغ من العمر 23 عامًا، إنه يقطع مسافات طويلة يوميًا عبر أراضٍ مدمرة ليحصل على كميات قليلة من المياه، التي يحتاجها هو وعائلته الممتدة، والمكونة من 20 شخصًا، حيث يعاني الجميع من شح المياه وانتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة. 

ويصف معاذ معاناته قائلاً: "أضطر للانتظار لساعات طويلة في طوابير لجلب الماء، وأحيانًا أعود محملًا بمياه ملوثة ذات مذاق سيء، غير كافية لجميع أفراد العائلة".

تسرب مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية 

تعتمد غزة بشكل كبير على المياه الجوفية التي أصبحت ملوثة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية من الأنقاض والدمار المنتشر في القطاع، الأمر الذي أدى إلى تفشي أمراض مثل الإسهال والتهاب الكبد بين السكان، خاصة الأطفال منهم. 

وأدى انقطاع الكهرباء المتكرر إلى توقف عمل مضخات المياه المعتمدة على الكهرباء أو المولدات التي تعاني بدورها من نقص الوقود، ما يزيد من صعوبة إيصال المياه إلى المنازل.

وعلى الرغم من أن وكالة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية (COGAT) أعلنت عن تشغيل خطي أنابيب يوفران ملايين اللترات يوميًا، إلا أن مصادر فلسطينية تؤكد أن هذه المحطات توقفت عن العمل مؤخرًا بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية جراء القصف المستمر.

 بيانات الأمم المتحدة

تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن الحد الأدنى لاستهلاك المياه للفرد في حالات الطوارئ يبلغ 15 لترًا يوميًا، بينما لا تتجاوز كمية المياه التي يحصل عليها سكان غزة في الواقع 3 إلى 5 لترات يوميًا، وفقًا لتصريحات وكالة أوكسفام.

تعيش معظم العائلات في خيام وملاجئ مؤقتة تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض، ويؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال وكبار السن. وفي ظل هذه الظروف، تبقى المياه النظيفة مصدرًا نادرًا، يضطر سكان غزة إلى الاعتماد على مصادر ملوثة أو ذات جودة منخفضة.

تتطلب أزمة المياه في غزة تدخلات عاجلة لإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وتأمين إمدادات كهربائية ثابتة لتشغيل المضخات والمحطات، إلى جانب دعم مستدام من المجتمع الدولي لإغاثة السكان وحماية حقوقهم الإنسانية الأساسية في الحصول على مياه نظيفة وصحية.

تم نسخ الرابط