"الإسلاموفوبيا" أم "العداء للإسلام" ... أيهما الأصح؟ مرصد الأزهر يكشف

بينما تُدرَج المواقف المعادية للإسلام تحت مصطلح "الإسلاموفوبيا"، فإن هذا المصطلح يفتقر إلى الوضوح المفاهيمي. فالتعريف الغربي للإسلاموفوبيا بأنها "الخوف أو الكراهية أو التمييز ضد الإسلام والمسلمين" يبدو شاملًا، ولكنه يحمل في طياته خطرًا كبيرًا يتمثل في شرعنة التصورات الغربية التي تُصوّر الإسلام كـ"تهديد محتمل".
"الإسلاموفوبيا" أم "العداء للإسلام" ... أيهما الأصح؟
وقال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إن مفهوم الإسلاموفوبيا، في جوهره، يميل – سواء بقصد أو بدونه – إلى تقديم الإسلام باعتباره نظامًا إيمانيًا "إشكاليًا"، أو "خطرًا"، ما يعني تهميش قيمة الإسلام الحقيقة، واختزال رسالته الكاملة في خيار فردي. بالطبع، تتعارض هذه الرؤية مع تصور المسلمين لدينهم، بوصفه وحيًا إلهيًا، كاملًا ومُكمَّلًا.
عليه، فإن الخطابات والأفعال التي تنال من الإسلام والمسلمين لا ينبغي النظر إليها كظواهر ناتجة عن خوف أو تحيّز ساذج، بل كـ "عداء أيديولوجي متعمد وموجّه"، أي كـ "عداء للإسلام".
لذلك، يُعد وصف الأفعال الاستفزازية والعنصرية بـ "الإسلاموفوبيا" فقط توصيف قاصر ومُضلل. فالكثير من الممارسات المعادية للإسلام في الغرب ليست مجرد تعبير عن مشاعر غير عقلانية، بل هي جزء من خطاب عدائي مُنظم ومُخطط له.
بناء عليه، فإن التوصيف الأدق لهذه الظاهرة هو "العداء للإسلام"، خاصة عندما يتم توظيف مفاهيم مثل "حرية التعبير" كغطاء لتمرير خطاب يستهدف الإسلام والمسلمين في المجتمعات.
وهذا العداء لا يقتصر على الجانب الرمزي، بل يُضفي شرعية على ممارسات تمييزية ممنهجة ضد المسلمين، مما يؤدي إلى إقصائهم من المشاركات المجتمعية. لذا، لا بد من اتخاذ مواقف مؤسسية وفكرية أكثر حزمًا ووضوحًا لمواجهة هذه التوجهات العدائية. فالتهاون في ذلك سيؤدي إلى تطبيع الهجمات المنظمة على المسلمين في المجتمعات الغربية على وجه التحديد.
باختصار، "الإسلاموفوبيا" مصطلح رغم انتشاره إلا أنه قد يكون مضللًا لأنه يختزل المشكلة في الخوف. بينما "العداء للإسلام" هو المصطلح الأكثر دقة لأنه يصف الظاهرة كعداء أيديولوجي ممنهج ومُخطط له.