الليلة.. موعد عرض الفيلم الوثائقي فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية

في ليلة مميزة ينتظرها عشاق الفن المصري الكلاسيكي، تعرض قناة الوثائقية، مساء اليوم الأربعاء، الفيلم التسجيلي الجديد “فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية”، في تمام الساعة العاشرة مساءً، ضمن سلسلة من الأفلام التي توثق سِيَر رموز الفن والثقافة في مصر والعالم العربي.
نظرة شاملة على حياة ومسيرة رمز من رموز الفن العربي
يأخذ الفيلم مشاهديه في رحلة زمنية تبدأ من فجر الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث وُلدت الطفلة فاتن حمامة، لتبدأ خطواتها الأولى في عالم السينما وهي لم تتجاوز عمر الطفولة، قبل أن تتحول تدريجيًا إلى أيقونة سينمائية نادرة، استحقت عن جدارة أن يُطلق عليها لقب “سيدة الشاشة العربية”، الذي ظل ملازمًا لها طوال حياتها الفنية.
ويُسلط الفيلم الضوء على محطات متعددة من مسيرتها، حيث يُفتتح بسرد ظهورها الأول المثير للانتباه في فيلم “يوم سعيد” عام 1940، أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والذي كان أول بشائر ولادة نجمة تحمل في ملامحها وحضورها جاذبية فنية من نوع خاص، امتزجت فيها البراءة بالقوة، والرقي بالتأثير العاطفي، وهي السمات التي ستُميز فاتن حمامة لاحقًا في معظم أدوارها.
تحليل الجاذبية الخاصة التي صنعت أسطورتها
يخصص الفيلم مساحة كبيرة لتحليل سر الجاذبية الاستثنائية التي تمتعت بها فاتن حمامة، ليس فقط كممثلة بارعة في تجسيد الشخصيات، بل أيضًا كرمز نسائي فني واجتماعي ساهم في إعادة تشكيل صورة المرأة في السينما العربية. وذلك من خلال اختياراتها الدقيقة لأدوارها، والتي لم تكن تخلو من رسائل اجتماعية وثقافية عميقة، حملت في طياتها مواقفها الشخصية ورؤيتها لقضايا العصر.
قضايا المجتمع وتعديلات تشريعية من خلف الكاميرا
واحدة من أبرز جوانب الفيلم هي توثيقه لكيفية مساهمة فاتن حمامة في إلقاء الضوء على قضايا اجتماعية مصيرية من خلال أدوارها، مثل حقوق المرأة، والتمييز الطبقي، ومعاناة المرأة في مواجهة التقاليد المجحفة. وقد نجحت بالفعل، من خلال أفلام مثل “أريد حلاً” و*“دعاء الكروان”* و*“الحرام”*, في دفع الدولة لإعادة النظر في قوانين الأحوال الشخصية، ليصبح دورها أكثر من مجرد فنانة تؤدي على الشاشة، بل امرأة تحمل على عاتقها رسالة مجتمعية.
ويعتمد الفيلم على شهادات ثرية ومتنوعة من أفراد عائلتها المقربين، إضافة إلى عدد من الفنانين المعاصرين والنقاد السينمائيين والباحثين في التراث السينمائي، إلى جانب الاستعانة بأرشيف نادر من الصور واللقطات المصورة والوثائق الرسمية التي تُعرض لأول مرة، لتعزيز الحكاية بالأدلة البصرية والوثائقية.
فاتن حمامة.. نجمة القرن وصوت الفن ضد التطرف
كما يناقش الوثائقي أيضًا الأسباب التي دفعت المؤسسات الفنية والنقاد إلى اختيار فاتن حمامة كنجمة القرن العشرين، في إشارة إلى التأثير العميق الذي أحدثته في تاريخ السينما العربية. ولا يغفل الفيلم دورها الوطني، حيث يكشف تفاصيل موقفها الجريء من ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية، وكيف تصدّت لمحاولات فرض الوصاية على الفن المصري، وأعلنت بوضوح رفضها لتهديد الإبداع الحر، لتصبح رمزًا من رموز الدفاع عن الهوية الثقافية المصرية.