عاجل

في ذكرى ميلاده.. مطاوع عويس “رجل الظل” الذي ترك بصمة لا تُنسى

مطاوع عويس
مطاوع عويس

تحل اليوم، الذكرى السنوية لميلاد الفنان القدير مطاوع عويس، أحد أبرز الوجوه المألوفة لدى جمهور السينما والتلفزيون في مصر والعالم العربي، رغم أنه لم يكن يومًا من نجوم الصف الأول  وبرع مطاوع عويس على مدار أكثر من خمسة عقود في أداء الأدوار الثانوية التي كان لها وقعٌ خاص وتأثير لا يُستهان به في بناء الدراما داخل العمل الفني، ليحفر اسمه في الذاكرة الجمعية للمشاهدين كأحد أعمدة الفن المصري “في الظل”.

البدايات الفنية: حضور صامت وقوة أداء استثنائية

ولد الفنان مطاوع عويس عام 1929، وبدأ رحلته الفنية منذ أواخر الأربعينيات، في وقت كانت فيه السينما المصرية في أوج تألقها، وبدأ يشق طريقه نحو الشاشة تدريجيًا دون ضجيج. لم يكن يطمح إلى البطولة المطلقة، بل آمن دومًا بأن كل دور يُمنح للفنان هو مسؤولية كاملة، مهما كان صغيرًا.

وتميّز مطاوع عويس بأسلوب تمثيلي فريد يعتمد على التعبير الحاد في الملامح والصوت الجهوري، ما أهله لتقديم أدوار الشر بشكل مقنع وواقعي، جعل من حضوره عنصرًا محوريًا في عدد من المشاهد المؤثرة في تاريخ السينما المصرية.

صاحب الـ500 عمل.. مسيرة فنية عامرة بالتنوع

على مدار مشواره الفني، قدّم مطاوع عويس ما يزيد عن 500 عمل فني ما بين أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، بالإضافة إلى بعض المشاركات المسرحية. لم يتوانَ يومًا عن أداء الدور المنوط به، مهما كان حجمه أو تصنيفه، وظل ملتزمًا بقواعد المهنة حتى آخر ظهور له قبل وفاته.

وقد تنوعت الشخصيات التي جسّدها خلال مشواره، ما بين بواب، عسكري، صبي قهوة، فتوة، تاجر، وشخصيات هامشية تتفاوت ما بين الشر والكوميديا والدراما، ليصبح بمثابة “الملح” الذي لا يمكن الاستغناء عنه في تركيبة العمل الفني.

أبرز أعماله السينمائية

شارك مطاوع عويس في عدد كبير من أشهر الأفلام في تاريخ السينما المصرية، ومنها:
• ريا وسكينة
• الأسطى حسن
• صراع في الوادي
• تمر حنة
• سر طاقية الإخفاء
• زائر الفجر
• أفواه وأرانب
• الحريف

كما كانت له بصمة خاصة في أفلام النجم إسماعيل ياسين، حيث شارك في عدد كبير منها، مؤديًا شخصيات فرعية مميزة أضافت طابعًا فكاهيًا أو دراميًا حسب طبيعة الفيلم.

حضوره الدرامي في التلفزيون

لم يقتصر عطاء مطاوع عويس على الشاشة الكبيرة، بل كان له حضور لافت في الدراما التلفزيونية، وشارك في العديد من المسلسلات التي لاقت رواجًا، مثل:
• زمن عماد الدين
• طيور الشمس
• لقاء السحاب
• البحار مندي
• الضوء الشارد

وقد ساهم أداؤه الطبيعي والبسيط في جعله جزءًا أساسيًا من أي عمل يُشارك فيه، حيث كان يضفي على مشاهده قدرًا من الواقعية والصدق الفني.

وداع هادئ وتكريم مستحق

رحل الفنان مطاوع عويس عن عالمنا في ديسمبر من عام 2015 عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد أن قضى حياته كلها في خدمة الفن دون أن يسعى للنجومية أو التصدر. تم تشييع جثمانه في هدوء، ودُفن في مقابر أسرته بمدينة المنصورة، وسط حالة من الحزن بين أوساط زملائه والمحبين الذين عرفوا قدره الحقيقي.

وفي لفتة وفاء وتقدير، تم تكريمه عن مجمل مشواره الفني في ختام فعاليات المهرجان القومي للسينما المصرية قبيل وفاته، ليُمنح ما يستحقه من تقدير بعد سنوات طويلة من الإخلاص والتفاني في تقديم الفن.

رغم أنه لم يكن نجمًا يتصدر الملصقات، فإن مطاوع عويس ترك إرثًا فنيًا عظيمًا يشهد له عشاق الفن وأجيال من الممثلين الذين تعلموا من التزامه وصبره وتفانيه. واليوم، في ذكرى ميلاده، يتجدد الحديث عن قيمة الفنان الذي لم يكن بحاجة لبطولة ليثبت وجوده، بل كان يكفيه مشهد واحد فقط، ليترك به أثرًا لا يُنسى.

تم نسخ الرابط