ما المقصود بقوله تعالى: (ورابطوا).. هل تتحقق لمن يحرص على انتظار الصلاة؟

ما المقصود بقوله تعالى: (ورابطوا) الوارد في قول الحق سبحانه: (ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)؟، سؤال أجابه الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر.
المقصود بقوله تعالى: (ورابطوا)
وقال لاشين في بيانه المقصود بقوله تعالى: (ورابطوا)، إن المؤمن الحق هو الذي امتثل أوامر الله فطبقها ،واجتنب ما نهى الله عنه منفذا في ذلك قول الله سبحانه :(وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاركم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب).
وتابع: الآية محل السؤال وردت فيها أوامر متعددة ،ويجب على المؤمن المتدبر لما يتلوه من كتاب الحق سبحانه أن ينزل هذه الأوامر أرض الواقع ,ويجعلها كالسوار في المعصم ،او الخاتم في الإصبع ،وهي قوله تعالى (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ).
ولفت خصوص ماورد في السؤال نقول : إن السائل يسأل عن معنى قوله تعالى :(ورابطوا). فنقول: ورد في معنى المرابطة رأيان مشهوران لأهل العلم:
أولا: منهم من قال: إن المرابطة الواردة في الآية الكريمة معناها، انتظار الصلاة بعد الصلاة، وذلك لا يكون إلا بالمدوامة في أماكن الطاعة، وبيوت العبادة وهو بيت الله عز وجل، والثبات على ذلك . ولهم على ذلك أدلة كثيرة من السنة النبوية نقتصر على حديث واحد منها.
روى الشيخان في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :(ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ،ويرفع به الدرجات ؟قالوا بلى يا رسول الله ،قال :(إسباغ الوضوء على المكاره ،وكثرة الخطأ إلى المساجد ،وانتظار الصلاة بعد الصلاة ،فذالكم الرباط ،فذالكم الرباط ،فذالكم الرباط).
ومن العلماء من فسر المرابطة الواردة في قوله تعالى: (ورابطوا) بأنها الإقامة في البلدان المجاورة لبلاد الأعداء حتى يحفظوا على المسلمين حدود بلادهم من مكر وتربص الأعداء .
وأكد: أنا أقول: ويدخل في هذاالمعنى أيضا تأمين الجبهة الداخلية من أصحاب الطابور الخامس.
واستدلوا على ذلك بجملة من الأحاديث نورد اثنين منها : روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا ،وما عليها ).
كما روى الترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(عينان لاتمسهما النار :عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله ).
وشدد: لا مانع من حمل المرابطة في سبيل الله على المعنيين السابقين، فإن كنا في حالة سلم وهدنة كان المقصود من المرابطة انتظار الصلاة بعد الصلاة، وإن كنا في حالة حرب ،او الأمور متأزمة حملت المرابطة على المعنى الثاني.