عاجل

سامح محجوب: الشعر أعمق الفنون.. والنص الأدبي أكثر خلودًا من السينما والموسيقى

الشاعر سامح محجوب
الشاعر سامح محجوب

أكد الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي، أن الشاعر لا يعيش حالة فنية عابرة كتلك التي يتقمصها الممثلون أثناء أدائهم لأدوار درامية، بل هو يعيش حالة أعمق بكثير تمتد جذورها في التجربة والوجدان.

وأضاف سامح محجوب، خلال لقائه في برنامج «ستوديو إكسترا» مع الإعلامية نانسي نور، على قناة إكسترا نيوز، أن المنتج الأدبي غالبًا ما يكون المصدر الأساسي لإلهام الفنون الأخرى، من سينما ومسرح وموسيقى.

الأدب أصل الإلهام

واستشهد سامح محجوب بعدة أعمال سينمائية شهيرة مأخوذة عن نصوص أدبية خالدة، مثل فيلم "العطر"، وروايتي نجيب محفوظ "ميرامار" و"ثرثرة فوق النيل"، مؤكدًا أن النص الأدبي هو الأبقى، لأنه يتجاوز حدود اللحظة ويعبر عن العمق الإنساني.

وشدد سامح محجوب على أن الخلود الفني لا يتحقق بالصورة أو الصوت فقط، بل بالكلمة التي تحفر مكانها في الذاكرة الثقافية، مشيرًا إلى أن النص الأدبي دائمًا ما يكون أكثر قدرة على التجدد والتأثير.

الشعر فن التجريد

وتحدث سامح محجوب عن طبيعة الشعر كفن، مؤكدًا أنه أكثر الفنون تجريدًا وسموًا، وأن جميع الفنون الأخرى تسعى – في جوهرها – لأن تصل إلى مرتبة الشعر.

وأوضح سامح محجوب أنه كان يعتقد في بداياته أن الموسيقى هي الأشد تجريدًا، لكنه اكتشف لاحقًا أن الشعر وحده قادر على التعبير عن الوجدان الإنساني بأعلى درجات التجريد والصدق.

وسائل التواصل والشعر

وفي ما يتعلق بعلاقة الشعر بوسائل التواصل الاجتماعي، أشار سامح محجوب إلى أن تلك الوسائل خدمت الإبداع والمتلقي من حيث سهولة الوصول والتفاعل الفوري، لكنها في المقابل أضرت بجودة المنتج الفني.

وأوضح سامح محجوب أن النصوص الأدبية كانت تمر سابقًا بمراحل تحكيم وتقييم من كبار النقاد، أما اليوم فأصبح بإمكان أي شخص نشر ما يشاء دون مراجعة لغوية أو فنية، مما أفرز محتوى لا يرتقي إلى مستوى الشعر الحقيقي.

فوضى إبداعية رقمية

أشار سامح محجوب إلى أن جزءًا كبيرًا من النصوص المنتشرة عبر الإنترنت لا يحمل شروط الشعرية الحقيقية، بل يفتقر إلى البناء الفني والخيال.

وأضاف سامح محجوب أن المتلقي قد لا يمتلك القدرة الكافية على التمييز بين الجيد والرديء، ما يجعله فريسة سهلة لما وصفه بـ"الفخ السهل"، في ظل غياب المنابر النقدية المتخصصة في تقييم المحتوى.

الشاعر سامح محجوب
الشاعر سامح محجوب

الشعر والسياسة الراهنة

وفي سياق حديثه عن القضايا السياسية، أوضح سامح محجوب أن الشاعر ليس معلقًا سياسيًا أو مراسلًا صحفيًا، ولا يجب أن يقدّم الحدث بلغة تقريرية جامدة، بل عبر مجازات شعرية ترتقي إلى فداحة الواقع.

وذكر سامح محجوب أن الشاعر الجاد مطالب بابتكار رؤية شعرية جديدة تعبّر عن القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية، دون أن يفقد النص قيمته الفنية أو يتحول إلى منشور سياسي مباشر.

تم نسخ الرابط