سامح محجوب: الشعر منحة إلهية لا تُدرَّس.. والخيال شرط الإبداع الشعري | فيديو

أكد الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي، أن علاقته بالشعر علاقة لا تنقطع، موضحًا أن الإبداع في جوهره فطرة فطر الله بها الإنسان، وليست مهارة يمكن تعلّمها كما يُكتسب العلم أو الحرفة.
وأضاف سامح محجوب أن الفنون بأنواعها المختلفة، سواء كانت شعرًا أو موسيقى أو تمثيلًا أو مسرحًا، لا تُكتسب بالتدريب وحده، وإنما تبدأ بمنحة إلهية تُولَد مع الإنسان، ويُطوّرها بمرور الزمن عبر التجربة والاحتكاك والمعرفة.
بين الفن والعمل
وخلال لقائه في برنامج "ستوديو إكسترا" مع الإعلامية نانسي نور على قناة "إكسترا نيوز"، أوضح سامح محجوب أن الشعر لا يمكن اعتباره مهنة بالمعنى التقليدي للكلمة، مستشهدًا بحوار شخصي دار بينه وبين الفنان الراحل محمود ياسين.
وأوضح سامح محجوب أن الحديث كان حول ما إذا كان التمثيل مجرد مهنة، فطرح عليه محجوب رأيه، ليرد ياسين بسؤال عميق: "ما رأيك في أنطوني كوين، محمود مرسي، محمود المليجي؟"، وهنا اعترف له بعظمة هؤلاء الفنانين، ليؤكد له ياسين أن التمثيل قد يكون مهنة، لكنه قد يبلغ ذروة الفن الحقيقي عند من يمتلك الموهبة، أما الشعر، فـ"لا يمكن أن يكون مهنة أبدًا".
اللغة وحدها لا تكفي
وعن أدوات الشعر، شدد سامح محجوب على أن امتلاك ناصية اللغة وحده لا يصنع شاعرًا، مؤكدًا أن هناك من يتقن قواعد اللغة والنحو والعَروض، بل ويبرع في الشعر الكلاسيكي شكليًا، لكنه يفتقد إلى الخيال الفني، وهو ما يجعله غير قادر على تحويل اللغة الجامدة إلى حالة شعرية حيّة.
وأضاف سامح محجوب أن الخيال هو الجسر الضروري الذي يربط بين اللغة كأداة والتعبير كفن، وأن غيابه يجعل من المستحيل إنتاج شعر حقيقي، مهما كانت الدراية بالقواعد والأنظمة الشكلية.
الدور الثقافي للمؤسسة
وبصفته مديرًا لبيت الشعر العربي، لفت سامح محجوب إلى أن المؤسسة تؤدي دورًا مهمًا في رعاية المواهب الشعرية الشابة، واحتضان الطاقات الواعدة التي تحتاج إلى مساحة للتعبير والتطور.
وأشار سامح محجوب إلى أن بيت الشعر لا يكتفي فقط بعقد الفعاليات الأدبية، بل يسعى إلى ربط الشعر بالوجدان العام، وتعزيز حضوره في الحياة الثقافية اليومية، عبر ورش عمل وندوات ومسابقات متنوعة.

رسالة الشعر للمجتمع
واختتم سامح محجوب تصريحاته بالتأكيد على أن الشعر الحقيقي هو الذي يعبر عن الإنسان والمجتمع، ويترجم مشاعره وهواجسه بلغة راقية تنفذ إلى القلوب.
وذكر سامح محجوب: "الشعر لا يكون عظيمًا إلا إذا كان ابن بيئته وصوت الناس، لا مجرد كلمات منمّقة على الورق"، معتبرًا أن الشاعر الحقيقي هو من يحول الوجع اليومي إلى فن خالد.