بريطانيا تسير طائرات استطلاع فوق غزة للبحث عن الرهائن الإسرائيليين

أفادت صحيفة ذا تايمز البريطانية، في تقرير نُشر، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش البريطاني لا يسير طائرات استطلاع فوق قطاع غزة، في إطار مساعدة إسرائيل على تحديد مواقع الرهائن، وذلك على الرغم من التوتر المتصاعد بين لندن وتل أبيب نتيجة تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، بما في ذلك المجاعة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية أن طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تقوم بجمع معلومات استخباراتية تُسلم مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي، لتوفير بيانات فورية حول تحركات الرهائن المحتجزين داخل غزة.
ورغم تحفظ وزارة الدفاع البريطانية على الكشف عن الطرازات المستخدمة حاليًا، إلا أن تقارير سابقة أشارت إلى أن طائرات المراقبة البريطانية من طراز "Shadow R1"، انطلقت من قاعدة "أكروتيري" في قبرص، حيث نفذت مئات الطلعات الجوية فوق غزة حتى الشهر الماضي.
رصد التفاصيل الدقيقة
وتُعد هذه الطائرات من بين الأكثر تطورًا في تقنيات التصوير والاستشعار، حيث تتمتع بقدرات فائقة على تتبع المركبات ورصد التفاصيل الدقيقة في المناطق الحضرية.
وأكد مصدر في سلاح الجو البريطاني للصحيفة أن طائرات "Shadow" عادت مؤخرًا إلى المملكة المتحدة، لكنه لم يفصح عمّا إذا كانت طائرات أخرى قد تولت المهمة بدلاً عنها.
كما لم توضح وزارة الدفاع ما إذا كانت قد لجأت إلى التعاقد مع شركات خاصة لاستئجار طائرات مدنية لتنفيذ مهام استطلاعية سرية فوق القطاع.
البحث عن الرهائن الإسرائيليين في غزة
ووفق التقرير، تساهم بريطانيا في دعم عمليات البحث عن أكثر من 49 رهينة يُعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم نحو 20 يُرجّح أنهم أحياء، ومن بينهم رهينة يحمل جنسية إسرائيلية وبريطانية عن طريق والدته.
التوتر بين بريطانيا وإسرائيل
وتأتي هذه العمليات في ظل تصاعد التوتر بين المملكة المتحدة وإسرائيل، خاصة بعد أن فرضت الحكومة العمالية البريطانية عقوبات على عدد من الوزراء الإسرائيليين المنتمين لليمين المتطرف، كما هددت بالاعتراف بدولة فلسطينية في حال لم تُحرز إسرائيل تقدمًا في تحسين الأوضاع داخل غزة.
ورغم هذا التصعيد السياسي، تؤكد ذا تايمز أن القوات البريطانية واصلت تقديم دعم استخباراتي ملموس لإسرائيل، من خلال تنفيذ طلعات استطلاعية شبه يومية منذ اندلاع الحرب.
من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن الهدف من هذه المهام يقتصر على المساعدة في تحديد أماكن الرهائن، لكن محللين عسكريين أعربوا عن شكوكهم بشأن اقتصار استخدام المعلومات التي يتم جمعها على هذا الغرض فقط.
وأثارت الصحيفة تساؤلات حول نوع الانتهاكات أو الجرائم التي ربما تكون الأطقم الجوية البريطانية قد رصدتها من الجو خلال نحو 20 شهرًا من الطلعات فوق غزة.
وأشارت كذلك إلى أن طائرات استخبارات إلكترونية من طراز "Poseidon P-8" و"Rivet Joint"، التي تتخصص في التقاط الإشارات من الرادارات والاتصالات، كانت أيضًا جزءًا من عمليات الجيش البريطاني في المنطقة خلال الفترة الماضية.