«رغم إصابتها في العين».. المستشارة هالة سعيد تُصر على استكمال يومها الانتخابي

في مشهد يعكس قوة الإرادة الوطنية والتفاني في أداء الواجب، أصرت المستشارة هالة سعيد، رئيسة اللجنة الفرعية رقم 340، على استكمال مهامها في الإشراف على انتخابات مجلس الشيوخ، رغم تعرضها لإصابة مفاجئة في العين أثناء سير العملية الانتخابية، رافضة أي راحة أو انسحاب من موقعها، لتُضرب بذلك أروع الأمثلة في الالتزام الوطني والمهنية العالية.

أداء لم يتأثر بالإصابة

وخلال مؤتمر صحفي رسمي عقدته الهيئة الوطنية للانتخابات، كشف المستشار أحمد بنداري، عضو الهيئة ومدير الجهاز التنفيذي، عن تفاصيل الواقعة، مشيدًا بموقف المستشارة هالة سعيد، التي تعرضت لإصابة في عينها خلال إشرافها على الانتخابات، لكنها تمسكت بمواصلة دورها حتى نهاية اليوم.

وقال أحمد بنداري، "رغم ما حدث، أصرت المستشارة هالة سعيد على عدم مغادرة اللجنة، بل اكتفت بوضع غطاء طبي بسيط على عينها، واستمرت في أداء دورها كرئيس لجنة انتخابية دون أن تتأثر كفاءتها أو يتعطل العمل داخل اللجنة، الأمر الذي نعتبره تجسيدًا حقيقيًا للروح الوطنية والانضباط القضائي".

تحية لغرفة العمليات

وأضاف أحمد بنداري خلال المؤتمر الصحفي: "أود أن أنقل لكم تحيات المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، وأعضاء غرفة العمليات، الذين تابعوا الواقعة وعبّروا عن تقديرهم البالغ للمستشارة على استمرارها البطولي في تأدية عملها رغم الإصابة، معتبرين ما قامت به امتدادًا لمسؤولية وطنية يشهد بها الجميع".

وفي لفتة طريفة خلال المؤتمر، قال أحمد بنداري مازحًا: "ألف سلامة على حضرتك يا سيادة المستشارة.. ودي عين وصابتك"، في إشارة إلى حجم التضحية والإخلاص الذي أظهرته هالة سعيد وسط إشادة واسعة من الهيئة الوطنية ووسائل الإعلام.

العملية تسير بسلاسة

وأكد أحمد بنداري أن العملية الانتخابية تسير بشكل منظم وسلس في جميع المحافظات، وسط التزام كامل من القضاة وأعضاء اللجان، لافتًا إلى أن غرفة العمليات تتابع على مدار الساعة كل ما يتعلق بمسار الانتخابات، وتعمل على معالجة أي طارئ فور حدوثه، وهو ما يؤكد الجهوزية العالية والتنظيم الدقيق للعملية.

وأشارأحمد بنداري إلى أن الواقعة التي تعرضت لها المستشارة هالة سعيد لم تؤثر إطلاقًا على سير العملية داخل لجنتها، بل كانت مثالًا يُحتذى به في الصبر والتحمل، وهو ما يعزز من ثقة المواطنين في نزاهة الإشراف القضائي على الانتخابات.

دعم وطني شامل

من جهة أخرى، شهدت انتخابات مجلس الشيوخ في يومها الأول مشاركة واسعة من المواطنين، خاصة في المناطق الريفية والحضرية، وسط تأمين كامل من الأجهزة المعنية، وتعاون إيجابي من جميع الأطراف، بما في ذلك المجتمع المدني، والمجالس القومية، وعلى رأسها المجلس القومي للمرأة.

كما أكد المسؤولون عن غرفة العمليات في الهيئة الوطنية، أن استمرار القضاة في أداء مهامهم رغم أية ظروف طارئة يعكس مدى الجدية الوطنية، مشيرين إلى أن هذه الروح الإيجابية ستبقى عاملًا مهمًا في تعزيز المشاركة الشعبية في الاستحقاقات الدستورية المقبلة.

نموذج للقاضي الوطني

وتُعد واقعة المستشارة هالة سعيد نموذجًا فريدًا للقاضي المصري الذي يؤدي واجبه الوطني بكل تفانٍ وإخلاص، حيث لم تستسلم لظرف صحي طارئ، بل واصلت عملها بكل مسؤولية، لتبعث برسالة إلى الجميع بأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن نجاح العملية الانتخابية يبدأ من انضباط من يشرف عليها.

ويأمل مسؤولو الهيئة أن تسهم هذه المواقف في تحفيز المواطنين على النزول والمشاركة، مؤكدين أن كل صوت يُدلي به المواطن هو حجر في بناء مستقبل أفضل، ومشاركة القضاة بهذا الإخلاص تدفع المواطنين للاقتداء بهم.