ما حكم رفع اليدين للسماء أثناء الدعاء؟ الإفتاء توضح

يعد الدعاء هو سر العبودية، ولحظة صفاء بين العبد وربه ، يرفع فيها القلب قبل اليد، وتفيض فيها الروح بما ترجوه وتتمناه. ومن أجمل ما يُعبّر به المسلم عن تضرّعه وخشوع أن يرفع يديه إلى السماء، مستقبلاً بها الرحمة، وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء على ورود أحاديث كثيرة عن النبي ﷺ تدل على استحباب رفع اليدين أثناء الدعاء، وقد اعتنى كبار العلماء بتوثيق هذه السُّنَّة، حتى أفردوا لها أبوابًا خاصة في كتب الحديث؛ فمثلاً جاء في “صحيح البخاري” باب بعنوان: رفع الأيدي في الدعاء، وكذلك الإمام الترمذي في “جامعه”، وابن ماجه في “سننه”.
وقد نص العلماء على أن أحاديث رفع اليدين متواترة تواترًا معنويًّا، أي أن معناها ثابت بطرق كثيرة، وإن اختلفت ألفاظها. وذكر ذلك الحافظ السيوطي، والإمام المناوي، وغيرهم من أهل الحديث. كما أوضح الإمام زكريا الأنصاري الشافعي أن رفع اليدين مستحب في الدعاء كله، اتباعًا لسنة النبي ﷺ، وأنه يراعي فيه حال الدعاء: فإن كان دعاءً لرفع بلاء، يُقلب الكفّان إلى الأرض، وإن كان لطلب خير أو عطاء، تكون البطون إلى السماء.
ومن هنا، فإن رفع اليدين أثناء الدعاء سنة نبوية ثابتة، وهي من الآداب التي تُظهر التضرّع والخشوع، ولا ينبغي الإنكار على من يفعله، بل الأولى ترك الناس على راحتهم، ما داموا في إطار المشروع، فالعبرة في الدعاء بحضور القلب وتوجهه لله
فضل الدعاء في الإسلام:
1. عبادة عظيمة: الدعاء من أعظم العبادات، فقد قال النبي ﷺ: “الدعاء هو العبادة”.
2. سبب في رفع البلاء: الدعاء قد يرفع البلاء قبل أن ينزل، أو يخففه بعد نزوله.
3. يقرّب العبد من ربه: فيه تذلل وخضوع لله، مما يزيد من قوة العلاقة الروحية بين العبد وربه.
4. سبب لمغفرة الذنوب: الدعاء الصادق المتضرع قد يكون سببًا لمغفرة الذنوب والعتق من النار.
5. مفتاح للرزق والخير: الدعاء يجلب الرزق، ويفتح أبواب الخير والبركة في الحياة.
6. يحقق الأمن النفسي: الدعاء يُشعر الإنسان بالطمأنينة والسكينة ويقلل من القلق والخوف.
7. لا يُرد سدى: فإما أن يُستجاب كما هو، أو يُدخر لصاحبه في الآخرة، أو يُصرف به شر.
8. سلاح المؤمن في كل وقت: سواء في الرخاء أو الشدة، يظل الدعاء وسيلة الاتصال بالله في كل الظروف.
9. من أسباب النصر والتوفيق: دعت به الأنبياء، وكان سببًا في نصرتهم وتوفيقهم في حياتهم.
10. علامة على التوكل والإيمان: الدعاء يعكس ثقة العبد بقدرة الله، وتسليمه الكامل لمشيئته