فرنسا والسعودية تقودان زخما عالمياً للاعتراف بالدولة الفلسطينية

وسط تصاعد الحرب في غزة وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية، عادت قضية الدولة الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولي من بوابة مؤتمر رفيع المستوى عقد في الأمم المتحدة، برئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية.
هذا التحرك يعد أقوى زخم دبلوماسي لدفع حل الدولتين منذ سنوات، رغم مقاطعة كل من إسرائيل والولايات المتحدة. ورغم المعارضة الشرسة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرفض إقامة دولة فلسطينية ويعتبرها "مكافأة على الإرهاب"، أظهر المؤتمر أن أغلب دول العالم ما زالت تؤمن بإمكانية التوصل إلى حل سياسي دائم، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “ أسوشيتد برس”.
وقد شارك في المؤتمر نحو 160 دولة من أصل 193 عضواً بالأمم المتحدة، وألقت 125 دولة كلمات دعم لحل الدولتين، مما أجبر المنظمين على تمديد المؤتمر ليوم إضافي.
السفير الفرنسي: لا تقدم دون وقف إطلاق النار ومساعدات إنسانية
من جهته، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيروم بونافون، في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، إن المضي قدمًا نحو حل الدولتين "يتطلب أولاً وقف إطلاق نار فوري في غزة وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين ومهددين بالمجاعة".
وأكد أن المؤتمر كشف عن "قناعة راسخة لدى غالبية الدول بوجود نافذة لحل سياسي"، مشددًا على أن هذا المسار سيبقى محور الجهود المستقبلية.
تعهد أوروبي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية
وقد أسفر المؤتمر عن تعهدات جديدة من ثلاث دول من مجموعة السبع (فرنسا، المملكة المتحدة، كندا) للنظر في الاعتراف بدولة فلسطين. كما أعلنت أكثر من سبع دول، بينها أستراليا، نيوزيلندا، فنلندا، والبرتغال، عن "موقف إيجابي" تجاه الاعتراف. بذلك، يرتفع عدد الدول التي تعترف رسميًا بدولة فلسطين إلى أكثر من 145 دولة.
إعلان نيويورك
وقد أصدر المؤتمر وثيقة من سبع صفحات بعنوان "إعلان نيويورك"، أرسلها وزيرا خارجية فرنسا والسعودية إلى جميع الدول الأعضاء، مرفقة بملحق تفصيلي يتضمن مقترحات من ثماني مجموعات عمل دولية ركزت على قضايا رئيسية:
- الأمن لكلا الجانبين
- الإصلاحات السياسية
- القضايا القانونية
- التنمية الاقتصادية
- إعادة إعمار غزة
- المساعدات الإنسانية
وقد دعت تلك الوثيقة صراحة إلى الاعتراف بدولة فلسطين كعنصر لا غنى عنه لتحقيق السلام، وطالبت إسرائيل بـ"الالتزام الجاد بحل الدولتين". كما أعلن كلا من وزيرا الخارجية الفرنسي والسعودي أنه سيتم تنظيم حدث دولي خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، للإعلان رسميًا عن التعهدات الجديدة، والاستمرار في الضغط الدولي.