أحمد الخطيب: الإخوان سرطان سياسي يشوه الديمقراطية.. والتجربة أثبتت ذلك |فيديو

أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أحمد الخطيب، أن وجود جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية يمثل خطرًا داهمًا على التجربة الديمقراطية في مصر والمنطقة، واصفًا الجماعة بـ"الوظيفية"، أي أنها تؤدي دورًا محددًا يهدف إلى تدمير الدول من الداخل، وليس المشاركة في بنائها.
وقال أحمد الخطيب، خلال لقائه في برنامج برلمان المواطن على قناة المحور، إن الإخوان ليست جماعة سياسية بالمفهوم المتعارف عليه، بل تنظيم عقائدي مغلق لا يؤمن بالديمقراطية إلا كوسيلة مؤقتة للتمكين، موضحًا أن هذا النموذج لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون جزءًا من منظومة سياسية تعددية.
تشويه متعمد للمشهد
أشار أحمد الخطيب إلى أن جماعة الإخوان تعمل بشكل منهجي على تشويه أي تجربة ديمقراطية لا تكون هي جزءًا منها، مؤكّدًا أن التنظيم دائمًا ما يروج لفكرة أن غيابه عن الانتخابات يعني غياب التنافسية، وهو طرح مغلوط تمامًا.
وتساءل أحمد الخطيب: "هل يُعقل أن أُجبر على خوض منافسة سياسية مع تنظيم لا يعترف أصلًا بقواعد اللعبة الديمقراطية؟ من الذي قال إن علينا أن نكون جميعًا في ملعب واحد؟ الإخوان ليسوا مؤهلين أخلاقيًا ولا سياسيًا لهذه المنافسة".
لا ديمقراطية لليمين الديني
شدد أحمد الخطيب على أن الإخوان وتنظيمات الإسلام السياسي عمومًا لا يمكن تصنيفها كتيارات ديمقراطية، بل هي في جوهرها تنتمي إلى اليمين الديني المتطرف، والذي لا يعترف بالمواطنة ولا بتداول السلطة، وإنما يحتكم إلى "السمع والطاعة" وقيادة المرشد.
وأضاف أحمد الخطيب: "كيف يُعقل أن تصارع سياسيًا كيانًا يحكمه مرشد؟ أي ديمقراطية هذه التي تسمح بمشاركة تنظيم يعتمد مبدأ الطاعة العمياء بدلًا من الحوار والتعددية؟".
استفزاز مستمر للدولة
أوضح أحمد الخطيب أن وجود الإخوان في الساحة السياسية لا يساهم إلا في استفزاز الدولة ومؤسساتها، مما يضطرها إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لحماية الاستقرار، وهو ما يتسبب في أحيان كثيرة بفرض أو تمديد قوانين الطوارئ.
وقال أحمد الخطيب: "كلما بدأت الدولة السير في مسار ديمقراطي مستقر، ظهر الإخوان ليفسدوا المشهد، مما يدفع النظام السياسي للدخول في وضع دفاعي، وتتحول الدولة من العمل المؤسسي الطبيعي إلى حالة تأهب أمني وسياسي".
المجتمع هو المتضرر
أكد أحمد الخطيب أن الضرر لا يقع فقط على الدولة، بل على المجتمع بكامله، لأن دخول الإخوان إلى المعادلة السياسية يعيد كل شيء إلى نقطة الصفر، ويعطل أي محاولة لبناء حياة سياسية سليمة ومتطورة.
وأضاف أحمد الخطيب: "المجتمع هو الطرف الأكثر تضررًا من وجود الإخوان؛ لأن كل محاولة للإصلاح أو التقدم يتم نسفها من خلال فوضى التنظيم وتحركاته الممنهجة لخلخلة النظام العام".
تجارب مريرة في العالم
استعرض أحمد الخطيب عددًا من التجارب الإقليمية والدولية التي أثبتت أن وجود الإخوان في الحياة السياسية يؤدي إلى عدم الاستقرار والفوضى، مشيرًا إلى أن معظم الدول التي سمحت للتنظيم بالمشاركة السياسية دخلت في أزمات طويلة.
وقال أحمد الخطيب: "انظروا إلى الجزائر، دخلت في حرب أهلية استمرت عشر سنوات بسبب الصراع مع الجماعات الإسلامية. كذلك الحال في دول أخرى دخل فيها الإخوان ثم اختفت مظاهر الحياة الديمقراطية تحت ضغط الفوضى والعنف".
غياب الحياة الطبيعية
تساءل أحمد الخطيب: "هل هناك دولة واحدة في المنطقة أو حتى في العالم، بها تنظيم للإخوان يشارك في السياسة، وتعيش حياة ديمقراطية طبيعية؟ الإجابة واضحة: لا". وأضاف أن وجود التنظيم يقترن دائمًا بفرض قيود على الحريات، وتوترات أمنية، وصدامات مع مؤسسات الدولة.
وأكد أحمد الخطيب أن التنظيم لا يستطيع أن يعيش في بيئة مستقرة، بل يتغذى على الأزمات والفوضى، وهو ما يتعارض تمامًا مع أسس الدولة الحديثة، مشيرًا إلى أن الإخوان يستغلون أي هامش ديمقراطي للوصول إلى السلطة، ثم يعملون على هدمها من الداخل.
التنظيم ضد الدولة الوطنية
أوضح أحمد الخطيب أن الإخوان لا يعترفون بفكرة الدولة الوطنية الحديثة، بل يرون أنفسهم جزءًا من مشروع عالمي عابر للحدود، وهو ما يُشكل تهديدًا مباشرًا لأي كيان سياسي يسعى لبناء دولة مستقلة ذات سيادة.
وقا أحمد الخطيب ل: "مفهوم الإخوان عن الأمة يختلف تمامًا عن مفهوم الدولة. هم لا يعترفون بالحدود ولا بالسيادة الوطنية، بل يرون الولاء للتنظيم أولًا، وهو ما يجعل مشاركتهم في الحياة السياسية ضربًا من العبث".
لا يمكن إدماجهم
أكد أحمد الخطيب أن كل محاولات إدماج الإخوان في العملية السياسية باءت بالفشل، سواء في مصر أو في غيرها من الدول، مشيرًا إلى أن طبيعة التنظيم المغلقة والسرية تتناقض مع الشفافية التي تقتضيها المشاركة السياسية.
وأضاف أحمد الخطيب: "لا يمكن أن تدير حياة سياسية مع تنظيم له جناح عسكري، ومصادر تمويل خارجية، ويعمل وفق تعليمات تأتي من خارج البلاد. هذه ليست مشاركة ديمقراطية، بل مشروع لاختطاف الدولة".

الرهان على وعي الشعب
اختتم أحمد الخطيب حديثه بالتأكيد على أن الرهان الأكبر في معركة الدولة مع الإخوان يجب أن يكون على وعي الشعب، مشيرًا إلى أن التجربة المصرية أثبتت أن المواطن قادر على التمييز بين من يعمل لمصلحة الوطن ومن يسعى إلى تقويضه.
وشدد أحمد الخطيب على إن مواجهة الفكر المتطرف لا تكون فقط أمنيًا أو قانونيًا، بل تتطلب أيضًا خطابًا إعلاميًا وثقافيًا يعيد تعريف معنى الوطن والديمقراطية والهوية، مضيفًا: "المعركة اليوم هي معركة وعي، ولا بد من استمرار كشف حقيقة هذا التنظيم أمام الرأي العام".