الطبيب الشرعي يكسر صمته: «أجبرت على الصمت في تشريح مارلين مونرو» واكتشاف مرعب

بعد صمت دام أكثر من ستة عقود خرج الطبيب الشرعي السابق توماس نوجوتشي الذي كان أول من فحص جثمان أسطورة هوليوود مارلين مونرو عقب وفاتها في أغسطس 1962 عن صمته ليروي القصة الكاملة لما وصفه بالاكتشاف الذي لم يسمح له باستكماله.
وفي تقرير نشرته ديلي ميل في مذكراته التي نشرت مؤخرا ضمن كتاب LA Coroner للكاتبة آن سون تشوي، كشف نوجوتشي الذي يبلغ اليوم 98 عاما أن تشريح جثة مارلين لم يكن عادي، وأن قرارات غامضة صدرت من رؤسائه حالت دون استكمال تحاليل حاسمة ربما كانت ستغير مجرى القضية برمتها.
لم أضع اسمي على مذكرة التشريح
يروي نوجوتشي أنه تلقى مذكرة صباح الأحد، الخامس من أغسطس 1962، تفيد بتشريح جثة امرأة شابة توفيت خلال الليل، الاسم المكتوب على المذكرة أوقفه: مارلين مونرو كانت لا تزال شابة في الـ36 من عمرها ومشهورة عالميا بعد ظهورها الأخير مع الرئيس جون كينيدي قبل شهرين فقط.
وجدت جثتها عارية مستلقية على وجهها ويدها تستقر على الهاتف بجانبها، وهناك زجاجات أدوية فارغة من بينها نيمبوتال وكلورال هيدرات وصفها تقرير الشرطة بأنها كانت في حالة يأس شديدة، وتحدثت قبل يوم من وفاتها مع طبيبها النفسي.

التشريح وسؤال بلا إجابة
وبدأ نوجوتشي تشريح الجثة بتفتيش دقيق لكل شبر في جسدها بحثا عن علامات لحقن محتملة ولم يجد شيئا ولم تكن هناك آثار واضحة للحبوب المنومة في المعدة أو الأمعاء مما أثار شكوكه بالنظر إلى الكمية الكبيرة من الأدوية التي عثر عليها في غرفة نومها.
وجمع نوجوتشي عينات لفحص السموم من دم وبول وكبد وكلى ومعدة وأمعاء لكن المفاجأة جاءت لاحقا.

خبير السموم أوقف التحليل
وعندما صدرت نتائج التحاليل الأولية تبين وجود مستويات قاتلة من البنتوباربيتال وهيدرات الكلورال عندها قرر كبير خبراء السموم ريموند أبرناثي أن الفحوصات كافية وأمر بالتخلص من العينات المتبقية.
نوجوتشي الذي كان وقتها طبيب شاب لم يملك القوة لمعارضة القرار لكنه اعترف لاحقا أن التخلص من عينات المعدة والأعضاء منعه من التأكد مما إذا كانت مارلين قد توفيت نتيجة بلع الحبوب أو حقنت بها.

وكتب تشوي: “غمرته موجة من القلق لقد ترك ذلك أسئلة كثيرة دون إجابة وسيحاسب عليها لاحقا بصفته الطبيب الشرعي الذي أجرى التشريح”.
انتحار
وفي محاولة لوأد الشائعات عقد كبير الأطباء الشرعيين في مقاطعة لوس أنجلوس ثيودور كيرفي مؤتمر صحفي أعلن فيه أن مارلين مونرو انتحرت نتيجة جرعة زائدة من الحبوب المنومة.

وأشار التقرير الرسمي إلى أن مارلين عانت سابقا من اضطرابات نفسية ومحاولات انتحار ونوبات اكتئاب، وأن وفاتها جاءت تكرار لهذا النمط ولكن دون إنقاذ هذه المرة.
ويشير نوجوتشي إلى أنه أراد تصحيح ما حدث لكن الأوان كان قد فات والأدلة دمرت، والتقرير الرسمي أغلق، والنظريات امتدت من المخابرات الأمريكية إلى آل كينيدي والمافيا.