صرخة فلسطين.. فرانشيسكا ألبانيزي تكشف جذور القمع وتدعو للمساءلة الدولية |فيديو

أطلقت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، تحذيرًا صارخًا من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يحدث ليس مجرد صراع سياسي، بل جريمة إبادة جماعية تهدد المبادئ الإنسانية وتدق ناقوس الخطر للعالم بأسره.
تضامن عالمي متصاعد
قالت فرانشيسكا ألبانيزي، في حوار مؤثر مع قناة النيل للأخبار، إن ما يحدث في فلسطين، وخصوصًا في قطاع غزة، شكّل صرخة مدوية أيقظت ضمير البشرية، وحفّزت الملايين في مختلف أنحاء العالم على التحرك من أجل العدالة والكرامة. وأوضحت أن التضامن العالمي مع الفلسطينيين لم يعد مقتصرًا على البيانات الرسمية، بل بات حركة جماهيرية واسعة، تشمل مختلف القارات من أستراليا إلى اسكتلندا، ومن جنوب إفريقيا إلى البحرين.
أرجعت فرانشيسكا ألبانيزي هذا التضامن إلى القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع الشعوب، موضحة أن هذه المبادئ تدفع الناس إلى رفض الظلم والمطالبة بحقوق الفلسطينيين. وأضافت أن القضية الفلسطينية باتت رمزًا عالميًا للمقاومة، وملهمة لجيل جديد من الشباب والنشطاء الذين يؤمنون بالحق ويقفون في وجه الطغيان.
من التضامن إلى المحاسبة
أشارت فرانشيسكا ألبانيزي إلى أن التفاعل الدولي لا يجب أن يقتصر على التعاطف والتظاهر، بل لا بد أن يتحوّل إلى مساءلة فعلية للجهات التي ارتكبت جرائم بحق الفلسطينيين، مؤكدة أن هناك أطرافًا سياسية واقتصادية استفادت من هذا القمع المستمر، ويجب محاسبتها وفق القانون الدولي.
وأكدت فرانشيسكا ألبانيزي أن التضامن الأخلاقي يجب أن يترجم إلى خطوات ملموسة، مثل فرض العقوبات، ودعم الجهود القضائية الدولية لملاحقة المتورطين في جرائم الحرب والإبادة الجماعية. وشددت على أن الصمت الدولي يعني القبول الضمني باستمرار هذه الجرائم، وبالتالي تقويض منظومة العدالة الدولية.
كتاب "اللاجئون الفلسطينيون"
تطرقت فرانشيسكا ألبانيزي إلى مؤلفها الأكاديمي "اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي"، الذي استغرق منها خمس سنوات من البحث والتحليل، مشيرة إلى أنه يمثل محاولة لتفكيك الروايات الدعائية التي تصوّر القضية الفلسطينية كصراع سياسي تقليدي. وأكدت أن الكتاب يعالج الجذور الحقيقية للصراع، ويوضح كيف تمّ استخدام القانون الدولي أحيانًا لتبرير القمع بدلًا من منعه.
أوضحت فرانشيسكا ألبانيزي أن فهم طبيعة الصراع في فلسطين يتطلب إدراك أنه ليس مجرد نزاع بين طرفين، بل هو مشروع استعماري مستمر، يستند إلى التهجير القسري، والعقاب الجماعي، والدعم السياسي والمالي غير المشروط من بعض القوى العالمية.
الإبادة ليست صراعًا
قالت فرانشيسكا ألبانيزي إن ما يجري اليوم في غزة ليس وليد اللحظة، بل امتداد لعقود من الاحتلال، والحصار، والتمييز الممنهج ضد الشعب الفلسطيني. وأكدت أن استخدام مصطلحات مثل "نزاع" أو "مواجهة" لا يعكس الحقيقة، بل يُسهم في طمس معالم الجريمة المنظمة التي تُرتكب بحق المدنيين.
كما شددت فرانشيسكا ألبانيزي على أن الإبادة الجماعية التي تُرتكب اليوم بحق الفلسطينيين يجب أن تكون الأخيرة في تاريخ البشرية، داعية إلى حراك عالمي شامل للضغط على الحكومات من أجل اتخاذ مواقف واضحة وفعالة ضد الاحتلال.

رسالة أمل ومحاسبة
رغم الصورة القاتمة، عبّرت فرانشيسكا ألبانيزي عن إيمانها العميق بأن العدالة ستنتصر في النهاية، وأن معاناة الشعب الفلسطيني ستثمر يومًا ما عن استقلال وحرية، مدعومة بجهود صادقة من المجتمع الدولي والمجتمع المدني على حد سواء.
واختتمت فرانشيسكا ألبانيزي حديثها بتأكيد أن استمرار الوضع الراهن يعني انتصار الظلم وهزيمة القيم التي تقوم عليها الإنسانية، موضحة أن المجتمع الدولي يقف أمام اختبار حقيقي: إما أن ينحاز للحق والعدالة، أو أن يصبح شريكًا صامتًا في الجرائم ضد الإنسانية.