تحرك الفوج الثالث من القافلة السابعة للهلال الأحمر المصري من مصر لغزة |فيديو

في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، تواصل مصر جهودها الدؤوبة لدعم الأشقاء الفلسطينيين عبر إرسال قوافل المساعدات المصرية الغذائية والطبية.
ومن أمام معبر رفح، يرصد مراسل "إكسترا نيوز" أحمد عبد الرازق تفاصيل دخول القافلة السابعة من "زاد العزة" إلى القطاع، وسط تعقيدات أمنية وتحديات لوجستية تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
تفاصيل القافلة السابعة
أفاد مراسل "إكسترا نيوز"بأن القافلة السابعة التابعة للهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي دخلت قطاع غزة صباح اليوم عبر معبر كرم أبو سالم، حاملةً مئات الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية، بينها: أجولة الدقيق، السكر، الأرز، سلال غذائية تحتوي على وجبات جافة، بقوليات، مكرونة، ومعلبات و مستلزمات طبية وصحية، خاصةً للأطفال والنساء.
وأشار عبد الرازق إلى أن هذه القافلة تأتي ضمن سلسلة القوافل المصرية التي بدأت في 27 يوليو الماضي، حيث تم إدخال 6,000 طن من المساعدات في القوافل الست السابقة، بينما تضم القافلة الحالية 4,000 طن إضافية.
أكد المراسل أن مصر تعمل على مسارين متوازيين: المسار الإنساني عبر إدخال المساعدات براً وجواً (بما في ذلك الإسقاط الجوي للمناطق النائية)، والمسار السياسي الدفع نحو هدنة دائمة وحل الدولتين.
و قال شارك المجتمع المدني في القافلة العشرات من المتطوعين وسائقي الشاحنات الذين يقضون أياماً بل شهوراً في انتظار عبور مساعداتهم، رغم ظروف الانتظار الطويلة والتفتيش المتكرر.
تحديات الاحتلال
كشف عبد الرازق عن عقبات تعمدية تفرضها قوات الاحتلال على دخول المساعدات، منها: إطالة عمليات التفتيش ورفض شحنات بحجج واهية (مثل منع الحلوى أو مستلزمات الولادة)و الادعاء بامتلاء مستودعات الاستلام أو انتهاء وقت العمل اليومي، بالاضافة الي إعادة تفتيش الشاحنات مرات عديدة، ما يؤدي إلى تأخير وصول المساعدات لأيام.
في سياق متصل ،أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، أن المساعدات المصرية المقدمة إلى قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، تعكس الموقف الإنساني والأخلاقي لمصر تجاه الشعب الفلسطيني، خصوصًا مع تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن سياسة الحصار والتجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.
و أوضح أحمد سيد أحمد،أن مصر قدمت الدعم عبر جميع الوسائل الممكنة، سواء برًا من خلال معبر رفح، مرورًا بكرم أبو سالم، أو من خلال الإسقاط الجوي، في ظل تعنت الاحتلال ورفضه السماح بدخول أي شكل من أشكال المساعدات.
سياسة تجويع ممنهجة
وكشف أحمد سيد أحمد أن قوات الاحتلال مارست سياسة ممنهجة منذ مارس 2024 لمنع دخول الغذاء والدواء إلى غزة، مشيرًا إلى تصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين المتطرفين، الذين تباهوا بأنهم لم يسمحوا بدخول "حبة قمح واحدة" للقطاع، في محاولة لاستخدام التجويع كسلاح ضغط ووسيلة للتهجير القسري.
وأكد أحمد سيد أحمد أن مصر لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه السياسة العدوانية، بل واصلت الضغط السياسي والدبلوماسي على الاحتلال لفتح المعابر، إلى جانب حشد الدعم الدولي لتحريك الرأي العام العالمي تجاه معاناة الفلسطينيين.
مصر تتصدر الدعم الإنساني
أشار أحمد سيد أحمد إلى أن مصر قدمت ما بين 70% إلى 80% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، موضحًا أن تلك المساعدات شملت الغذاء، الأدوية، المعدات الطبية، إلى جانب استقبال آلاف المصابين للعلاج في المستشفيات المصرية.
كما أشار أحمد سيد أحمد إلى دخول الفوج السادس من القوافل المصرية إلى غزة، محملًا بمواد حيوية، منها شاحنتان تحملان أكثر من 107 أطنان من السولار، تم توجيهها لتشغيل المستشفيات، المخابز، ومحطات المياه والكهرباء داخل القطاع، في خطوة تعكس التزام مصر بدعم البنية التحتية والحفاظ على الأرواح.
رد عملي على الأكاذيب
وأكد أحمد سيد أحمد أن ما تقوم به مصر تجاه غزة هو تجسيد حقيقي لسياستها الأخلاقية، والتزامها بمبادئ القانون الدولي الإنساني، وميثاق الأمم المتحدة، موضحًا أن هذا التحرك العملي هو أقوى رد على حملات التشكيك والتشويه الإعلامية التي تحاول النيل من الدور المصري.
وأشار أحمد سيد أحمد إلى أن مصر لم تتخل عن مسؤولياتها، بل واجهت الضغوط بكل قوة، وسخرت مؤسساتها المختلفة لمساندة الأشقاء الفلسطينيين، انطلاقًا من دورها التاريخي وموقعها القيادي في المنطقة، وحرصها على وقف سياسات العقاب الجماعي التي تنفذها إسرائيل بحق المدنيين في غزة.
مصر لا تساوم بالقضية
وشدد أحمد سيد أحمد على أن مصر لم تتاجر بالقضية الفلسطينية يومًا، بل حملتها في قلبها منذ بداياتها، واستمرت في الدفاع عنها في المحافل الدولية والإقليمية، مؤكدًا أن دعم غزة لم يكن أبدًا مشروطًا، بل نابع من عقيدة إنسانية راسخة لدى القيادة المصرية.
واختتم أحمد سيد أحمد تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ستبقى الضامن والداعم الأساسي للشعب الفلسطيني، حتى يتحقق له الحق في الحياة، والحرية، والدولة المستقلة، معتبرًا أن ما تقدمه مصر اليوم هو ضمير الأمة العربية الذي يرفض أن يُخضع الغذاء والدواء لابتزاز سياسي أو عسكري.