إدانة للهجوم الإسلاموفوبي على مسجد السلام في بامبلونا

تعرض مسجد السلام، الواقع في حي ميلاغروسا بمدينة بامبلونا (شمال إسبانيا، على بعد 400 كم شمال مدريد)، لهجوم إسلاموفوبي فجر يوم 3 أغسطس 2025.
خلال الليل، قام مجهولون بتخريب واجهة المركز ومدخله بكتابات عنصرية ومعادية للمسلمين على الجدران، تضمنت شعارات مثل "ESPAÑA CRISTIANA" (إسبانيا مسيحية)، و"REMIGRACIÓN" (إعادة المهاجرين)، و"VIVA CRISTO REY" (يحيا المسيح الملك)، بالإضافة إلى رسم الصليب النازي .
إدانة للهجوم الإسلاموفوبيا على مسجد السلام في بامبلونا
وقال المفوضية العربية في إسبانيا على الرغم من عدم تسجيل أي إصابات شخصية، إلا أن هذا العمل قد أثار قلقًا وانزعاجًا بين المصلين وسكان المنطقة. إن هذا ليس مجرد عمل تخريبي، بل هو اعتداء مباشر على الحرية الدينية وتهديد خطير للتعايش السلمي والتماسك الاجتماعي في بامبلونا وفي نافارا بأكملها.

هذا النوع من الهجمات، الذي يُضاف إلى اعتداءات أخرى مماثلة في مدن إسبانية أخرى في الاشهر الاخيرة، والقائم على الكراهية والخوف، يهدف إلى تقويض الثقة في محيطنا الاجتماعي وتعزيز العزلة الاجتماعية. لذلك، من الضروري إبداء رفض حازم وجماعي لأي مظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا.
وأعربت عن تضامنها الكامل مع المسلمين ومع جميع الأشخاص المتضررين. كما أعلنت ثقتها بأن السلطات ستعمل على كشف ملابسات هذه الحادثة بسرعة، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، وتعزيز الإجراءات اللازمة لحماية جميع أماكن العبادة.
إسبانيا تراجع جرائم الكراهية في 2024 وتدرج الإسلاموفوبيا كمؤشر رسمي لأول مرة
في وقت سابق، أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن بالغ قلقه فيما يتعلق بمؤشرات جرائم الإسلاموفوبيا داخل المجتمع الإسباني. ويؤكد المرصد على أهمية اتخاذ المؤسسات الأوروبية المزيد من الإجراءات وتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية لمواجهة هذه الظاهرة، وذلك من خلال تبني استراتيجيات أكثر فعالية لمكافحة خطابات الكراهية، وتعزيز ثقافة التعددية والتعايش السلمي، لا سيما في ظل تصاعد خطاب اليمين المتطرف الذي يسعى لتأجيج الخوف والكراهية تجاه الطوائف الدينية والعرقية، الأمر الذي يهدد بانقسام مجتمعي خطير.
سجلت إسبانيا خلال عام 2024 انخفاضًا ملحوظًا في عدد جرائم الكراهية بنسبة 13.8% مقارنة بالعام السابق 2023، وفقًا لتقرير حديث صادر عن وزارة الداخلية الإسبانية. رغم التراجع العام، لا تزال الجرائم ذات الطابع العنصري والمعادية للأجانب تمثل النسبة الأعلى، إذ بلغت 804 حالات، متقدمة على أشكال الكراهية الأخرى، في وقت يبرز فيه تصاعد مقلق في ظاهرة الإسلاموفوبيا رسميًّا للمرة الأولى في إحصاءات الدولة.

وأشار التقرير المعنون بـ "تطور جرائم وحوادث الكراهية في إسبانيا 2024" إلى أن إجمالي الجرائم المُسجلة في التقرير بلغ 1955 حادثة كراهية، نتج عن نحو 20% منها إصابات جسدية، أي ما يعادل 385 حالة. وشهدت معدلات الكشف عن الجناة تقدمًا ملحوظًا لتصل إلى 71.9%، بزيادة أربع نقاط عن عام 2023، حيث تم اعتقال أو التحقيق مع 905 من الأشخاص، غالبيتهم من الذكور بنسبة 81.9%، وتتراوح أعمار معظمهم بين 26 و40 عامًا.
ومن حيث التوزيع الجغرافي لجرائم الكراهية، جاء إقليم "نافارا" في المرتبة الأولى بمعدل (14 جريمة لكل 100 ألف نسمة)، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المعدل الوطني البالغ 4.02، تلاه إقليم الباسك (10.8)، ما يشير إلى تفاوت ملحوظ في نسب الجرائم بين الأقاليم.
وقد أدرج التقرير الحكومي جرائم الإسلاموفوبيا لأول مرة، بتسجيل 13 جريمة كراهية ضد المسلمين، استجابة لتوصيات وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية. ورصدت زيادات متفاوتة في جرائم رهاب الأماكن العامة (أكثر من 33.3%)، والاعتداءات على المعتقدات الدينية (ما يزيد على 7.3%)، ما يعكس اتساع خريطة الكراهية لتشمل أنماطًا متنوعة من الانتهاكات.