عم وليد.. من شغف النجارة اليدوية إلى ماكيتات الطائرات

يحكي عم وليد عن رحلته مع النجارة قائلاً إنه أحب هذه الحرفة منذ الطفولة عندما كان يرافق خاله الراحل الذي علمه أصول الصناعة، ويضيف أنه منذ ذلك الوقت أصبحت النجارة هوايته المفضلة لأنها تمزج بين المهارة والفن وتمنحه مساحة للإبداع.
صنعة ورثها عن خاله وطورها بشغفه
يقول: "أنا بشتغل بركيه وأرضيات، وبعمل شغل الضف وحاجات للموبيلية، بس حبي الحقيقي للصنعة دي لأنها فيها رسم وتشكيل وعدل، وكل حاجة فيها بتحببك في الشغل أكتر".
منافسة التكنولوجيا لم تمنعه من التميز
مع دخول الليزر والكمبيوتر مجال النجارة، واجه عم وليد تحديًا كبيرًا، لكنه لم يستسلم بل طور من نفسه. يوضح أنه كان يعمل مع جامعات وسياح أجانب ويصمم لهم أعمالًا خاصة، من بينها أباجورات وأشكال زخرفية لحروف عربية.
ويقول: "كنا بنعمل أشكال زي المعزّينات، واشتغلنا في تصميمات معمارية زي مئذنة جامع في العاصمة الإدارية الجديدة، وكانت بتجمع بين الشكل والتراث وبتحاكي مشهد مجرى العيون بكل تفاصيله".
من الخشب إلى السماء.. الطائرات تحولت إلى شغف
لم يقف طموح عم وليد عند النجارة التقليدية، بل نقل موهبته إلى مجال جديد وهو تصميم نماذج مصغرة للطائرات والمباني.
يضيف بفخر: "أنا بحب الطيارات واتفرج عليها كتير، وبقيت أعمل ماكيتات لفيلاّت وشاليهات ومشاريع، وطلبوا مني مهندسين إني أجهز لهم نماذج تفصيلية".
ويتابع: "بصمم الطيارة من كل حاجة، حتى الإضاءة وفتحات الهواء، وحطيت صور الرئيس في التصميم لأننا لازم نكون فخورين ببلدنا وباللي عملوه القيادات".
الإبداع لا يحتاج سوى نية طيبة
يتحدث عم وليد عن ذكرياته مع قريبه الشيخ محمد الذي دعمه معنويًا حين شاهد أحد أعماله، وقال له: "إنت عملت حاجة كويسة ومختلفة". كانت هذه الكلمات حافزًا له ليكمل مشواره ويقدم فنًا صادقًا يعكس شخصيته وحبه لمهنته.
يختم حديثه قائلاً: “أتمنى كل شاب يشتغل حاجة بيحبها ويطور نفسه فيها، حتى لو بسيطة، المهم إنه يتقنها ويشتغل بنيّة كويسة، لأن الصنعة مش بس شغل، الصنعة فن وروح وتاريخ، وسط تقدم كبير لاستخدام أدوات أكثر تطوراً وحداثة لصناعة افضل جودة ”.