عاجل

خريطة الرعب النووي.. أين تُخزن أسلحة يوم القيامة؟

خريطة الرعب النووي..
خريطة الرعب النووي.. أين تُخزن أسلحة يوم القيامة؟

سلسلة من التصريحات الأخيرة أعادت تسليط الضوء على مخاطر التصعيد النووي العالمي، وأثارت قلقًا متصاعدًا من اقتراب العالم من حافة سباق تسلح نووي جديد، يتجاوز في خطورته ما شهده العالم خلال الحرب الباردة، ويجري في ظل غياب الضوابط والكوابح التقليدية.

غواصات نووية

أحدث التصعيد جاء بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نشر غواصات نووية، ردًا على تهديد غير مباشر من نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، الذي ألمح عبر "تليغرام" إلى جاهزية موسكو لاستخدام قدرات نووية طارئة تعود للعهد السوفيتي. ترامب وصف تهديد ميدفيديف بأنه "استفزازي للغاية"، محذرًا من "عواقب غير محسوبة".

وفي خلفية هذه التوترات، تشير تقارير بحثية إلى امتلاك تسع دول – أبرزها الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل – نحو 12,241 رأسًا نوويًا بحلول مطلع عام 2025، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) واتحاد العلماء الأمريكيين (FAS). وتستحوذ روسيا وأمريكا وحدهما على نحو 87% من هذا العدد.

رؤوس نووية

وتحتفظ بعض الدول برؤوس نووية لم تُفكك بعد رغم إخراجها من الخدمة، بينما تشير التقديرات إلى وجود 9,614 رأسًا حربيًا في الخدمة العسكرية، بينها 3,912 رأسًا منتشرة وجاهزة للإطلاق من مواقع مختلفة، مثل الصواريخ العابرة للقارات والغواصات.

ولا تعلن أغلب الدول عن أرقامها بدقة، باستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بينما تلتزم إسرائيل بسياسة "الغموض النووي"، رغم تقديرات بامتلاكها نحو 90 رأسًا نوويًا.

وتستضيف ست دول حاليًا أسلحة نووية على أراضيها لصالح قوى كبرى – خمس منها لصالح الولايات المتحدة، بينها تركيا وألمانيا وإيطاليا، وواحدة لصالح روسيا في بيلاروسيا، رغم عدم وجود أدلة قاطعة على نشر فعلي في الأخيرة، حسب تقارير معهد ستوكهولم.

يرى خبراء أن نشر هذه الأسلحة في دول حليفة هو وسيلة لضمان تدخل القوى النووية في حال تعرضت تلك الدول لهجوم، وأداة لردع فكرة امتلاكها لأسلحة نووية مستقلة.

ومع عودة التوترات العالمية، يبدو أن منحنى التسلح النووي آخذ في التصاعد مجددًا، فبعد أن وصل عدد الرؤوس النووية عالميًا إلى 70 ألف رأس في ذروة الحرب الباردة، شهدت العقود التالية انخفاضًا تدريجيًا، قبل أن تبدأ المؤشرات الحالية في عكس الاتجاه.

سباق تسلح نووي نوعي جديد

مدير معهد ستوكهولم، دان سميث، حذّر من "سباق تسلح نووي نوعي جديد"، يتسم بتنوع أكبر في المخاطر وتعقيد أعلى من سابقه. أما الباحث لوكاس كوليسا فأكد أن الردع النووي التقليدي يفقد فاعليته، مشيرًا إلى أن امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية لم يمنع الاعتداءات عليها، كما أن تهديدات موسكو لم تمنع الدعم الغربي لأوكرانيا.

ويخلص كوليسا إلى أن "كل خطوة لتعزيز الدفاع تُفسَّر من الطرف الآخر كتصعيد يتطلب مضاعفة الترسانة النووية"، وهو ما يؤدي إلى حلقة مفرغة من التصعيد النووي المتبادل.

تم نسخ الرابط