خمس ساعات بين الحياة والموت.. جراحة نادرة تنقذ مريضة من انفجار جدار البطن

نجح الفريق الطبي بمستشفى الشيخ زايد التخصصي، التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة والسكان، في إنقاذ حياة مريضة تبلغ من العمر ٣٩ عامًا، كانت قد وصلت إلى قسم الطوارئ وهي في حالة صحية حرجة، تعاني من اضطراب شديد في درجة الوعي، وانفجار بجدار البطن تسبب في خروج الأمعاء بالكامل خارج التجويف البطني، إلى جانب هبوط حاد في الدورة الدموية بلغ (٣٠/٦٠)، رغم محاولات الإنعاش الأولية.
الجراحة العامة وجراحة الكبد
أوضح الدكتور صلاح عمر جودة، مدير عام المستشفى، أنه فور استشعار خطورة الحالة التي تم تصنيفها بـ"إنقاذ حياة"، جرى على الفور تشكيل فريق جراحي متعدد التخصصات من الجراحة العامة وجراحة الكبد وجراحة الأوعية الدموية والتخدير، وتم إدخال المريضة إلى غرفة العمليات على وجه السرعة.
أطباء التخدير
وخلال الجراحة المعقدة التي استغرقت نحو خمس ساعات، قام أطباء التخدير بإعطاء المريضة محاليل ودم ومشتقاته بإجمالي 12 كيسًا، من بينها بلازما وصفائح دموية، إلى جانب أدوية متخصصة لوقف النزيف، مثل عقار "نوفو سيفن.
أظهرت العملية وجود نزيف داخلي حاد، وتهتك بالفص الأيسر من الكبد، إلى جانب تجمع دموي ونزيف في الوريد الأجوف السفلي والوريد البابي الكبدي.
وبحسب الدكتور جودة، تمكن فريق الجراحة العامة من تقييم حالة الأمعاء بدقة، وأعاد إدخالها إلى تجويف البطن، مع إصلاح التهتك الحاد في القولون المستعرض، فيما أجرى فريق جراحة الكبد استئصالًا كاملاً للفص الأيسر من الكبد، بالتوازي مع سيطرة فريق جراحة الأوعية الدموية على النزيف في الوريد الكبدي الأوسط وفصل الوريد الكبدي الأيسر.
وبعد انتهاء الجراحة، نُقلت المريضة إلى جناح الرعاية المركزة وهي على جهاز التنفس الصناعي وتحت تأثير منشطات الدورة الدموية، حيث تابع أطباء الرعاية والتخدير حالتها بدقة على مدار الساعة، إلى أن تم فصلها عن جهاز التنفس بعد تحسن ملحوظ خلال 72 ساعة من إجراء العملية، وجرى نقلها لاحقًا إلى القسم الداخلي في حالة طبية مستقرة.
أعرب الدكتور صلاح عمر جودة عن خالص شكره وتقديره للفريق الطبي الذي شارك في هذا الإنجاز، وخصّ بالشكر فرق الجراحة العامة، وجراحة الكبد، والأوعية الدموية، والتخدير، والرعاية المركزة، والتمريض، لما أبدوه من كفاءة عالية وروح عمل جماعي ساهمت في إنقاذ حياة المريضة.