حزب المحافظين: اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين خطوة رمزية تحمل أبعادًا سياسية

أوضح باباك أماميان، عضو حزب المحافظين البريطاني أن نية بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة تمثل خطوة رمزية تحمل أبعادًا سياسية، لكنها لن تكون كافية بمفردها لتحقيق تقدم فعلي نحو تنفيذ حل الدولتين، ما لم تُعالج جملة من القضايا المتشابكة والمعقدة على الأرض، وعلى رأسها الكارثة الإنسانية في غزة.
الوضع في غزة
وخلال تصريحاته عبر قناة القاهرة الإخبارية، أشار المتحدث إلى أن الوضع في غزة يُختزل في أربعة ملفات رئيسية: المجاعة، والكارثة الإنسانية، وإعادة الإعمار، ومستقبل حل الدولتين، مؤكدًا أن "كل ملف منها يتطلب معالجة مستقلة واستراتيجية خاصة، وأن الخلط بينها يُفضي إلى غياب الحلول الجادة".
وبشأن الأزمة الإنسانية، نوه المحلل إلى أن مسألة المجاعة في غزة لا تلقى استجابة دولية فعالة، مرجعًا ذلك إلى تخوف بعض الدول من تحمل المسؤولية المباشرة، بسبب تداعيات سياسية وأمنية محتملة، على رأسها اتهامات إسرائيلية لأي جهة دولية قد تُتهم بالتواطؤ أو التسبب في تصعيد.
المنهج الأوروبي في التعامل مع الأزمة
وأضاف أن المنهج الأوروبي في التعامل مع الأزمة يتسم بالحذر والتهرب من الالتزام طويل الأمد، وهو ما يؤدي إلى غياب المواقف الجادة والمباشرة لمعالجة المجاعة أو تسريع الإعمار، وفيما يخص الاعتراف البريطاني بفلسطين، رأى أماميان أن "مثل هذه الخطوة، رغم رمزيتها، لن يكون لها أثر ملموس ما لم تترافق مع ضغوط سياسية واضحة على إسرائيل لوقف التصعيد والاحتلال، ودفع مسار التفاوض الجاد نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967".
هناك توجهًا دوليًا متزايدًا للضغط على إسرائيل
وفي وقت سابق، قالت الدكتورة رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلي الوطني الفلسطيني، إن هناك توجهًا دوليًا متزايدًا للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الاحتلال وتحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية، موضحة أن الضغوط الأوروبية، وإن جاءت متأخرة، إلا أنها تحمل رسائل قوية عبر مراجعة اتفاقيات الشراكة مع إسرائيل، خصوصًا وقف التعاون الأكاديمي الكبير ووقف تصدير الأسلحة.
الحراك الدولي للاعتراف بدولة فلسطين يثير قلق إسرائيل
وأكدت النتشة، خلال مداخلة هاتفية على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه المواقف الأوروبية تضع إسرائيل في عزلة دولية متزايدة، وتفتح الباب أمام أصوات معارضة داخل المجتمع والسياسة الإسرائيلية قد تؤدي إلى تغييرات حقيقية في الموقف الرسمي مستقبلاً، موضحة أن الصورة التي حاولت إسرائيل رسمها عبر ادعاء الأمن قد تآكلت أمام العالم، مما دفع شعوب الدول إلى الضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل من خلال المقاطعة والعقوبات.