عاجل

عالم أزهري يحذر: الكذب من أخذ أجازة من العمل محرم شرعا |خاص

علاء فتحي
علاء فتحي

حذر الشيخ علاء فتحي الغريزي ، أحد علماء الأزهر الشريف، من خطورة التوسع في الكذب تحت مسمى “الكذبة البيضاء”، خاصة ما يتعلق بالتحايل على الحصول على الإجازات في العمل من خلال ادعاء المرض أو التظاهر بوفاة أحد الأقارب.

وأكد الغريزي، في تصريحات خاصة ل " نيوز رووم "أن ادعاء المرض أو وفاة أحد الأقارب للحصول على إجازة هو من الكذب المحرَّم شرعًا، ولا يُعدّ “كذبة بيضاء” كما يظن البعض، بل هو تزييف للواقع وخيانة للأمانة، مشيرًا إلى أن ما يُبنى على باطل فهو باطل، حتى وإن كان في الظاهر أمورًا بسيطة.

وضرب الشيخ مثالًا بحديث نبوي عظيم، يكشف دقة النبي ﷺ في تربية النشء على الصدق، فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: “دعتني أمي يومًا ورسول الله ﷺ قاعدٌ في بيتنا، فقالت: هلمَّ أعطك، فقال لها رسول الله ﷺ: وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمرًا. فقال لها رسول الله ﷺ: أما إنك لو لم تعطه شيئًا كُتبت عليك كذبة” [رواه أبو داود].

وأوضح أن هذا الموقف النبوي يبيِّن أن الكذب – حتى ولو على الأطفال – أمرٌ مذموم، ويُحاسب عليه الإنسان، فكيف بمن يكذب على جهة عمله، ويتعلل بأعذار وهمية لأخذ إجازة دون وجه حق؟

وأشار إلى أن هذا التصرف يقع فيه البعض، لا سيما بعض الأمهات حين ترغب في البقاء مع أولادها أو السفر فتتحايل بادعاء وفاة عمة أو مرض خالة، وهذا كله لا يجوز. وبيّن أن الكذب يجرّ صاحبه إلى آثام أكبر، وقد يتعود عليه في مواقف أخرى، فيضعف ضميره ويفقد الثقة بينه وبين الناس.

واختتم الشيخ علاء فتحي حديثه قائلاً:
“الصدق منجاة، والكذب مهلكة.. ومهما كان الدافع، فالأجر والثواب في الالتزام بالحق أضعاف ما يتوهمه البعض من راحة مؤقتة بسبب كذبة صغيرة.”

ودعا العاملين والموظفين إلى التحلي بالأمانة، والصدق في النية والقول والعمل، فالرقابة الإلهية فوق كل رقابة بشرية، والله مطلع على السرائر.

الحالات الذي يجوز فيها الكذب

قال الدكتور مجدي عاشور - المستشار العلمى لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية - رداً على سؤال ورد إليه من أحد مشاهدي برنامج "فتاوى الناس" المذاع اليوم عبر فضائية "الناس" يقول: "ما هي الحالات التى يباح فيها الكذب؟".

روى

وأوضح عاشور أن الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. وفي رواية: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها".. يوضح الحالات الثلاث التى لا يباح فيها الكذب وهي:
1- الإصلاح بين اثنين..وفيها يباح الكذب وإخفاء الحقيقة فى الكلام السيئ المتناقل والمسبب للمشكلة بين المتخاصمين حتى يصطلحا.

2- الإصلاح بين الزوجين وذلك لعدم خراب البيوت وأستمرار الحياة الزوجية.

3- كذب الأسير لعدم الإفصاح عن أسرار البلاد لما فيها من عموم الخراب على الجميع.

وتابع أمين الفتوى أن الإباحة هنا الغرض منها الإعمار والمحافظة على الصف واستمرار بقاء الحياة، أما عن الكذب بأشكاله فهو حرام لما فيه من التدليس والخراب وإفساد العلاقات.

تم نسخ الرابط