انتظام التصويت بانتخابات الشيوخ بالخارج ورسائل انتماء من 117 دولة
قال أحمد نبيل، مراسل قناة "إكسترا نيوز" من داخل مقر الهيئة الوطنية للانتخابات، إن اليوم الثاني من تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ يشهد انتظامًا كبيرًا في سير العملية داخل السفارات والقنصليات المصرية المنتشرة في 117 دولة حول العالم، مشيرًا إلى أن عدد المقار الانتخابية بلغ 136 مقرًا.
وأوضح أحمد نبيل، خلال بث مباشر على شاشة القناة، أن توقيتات التصويت تختلف من دولة لأخرى وفقًا للتوقيت المحلي، حيث كانت نيوزيلندا أولى الدول التي بدأت فيها عملية الاقتراع منتصف ليل الجمعة، بينما أُغلقت آخر اللجان في مدينة لوس أنجلوس بنهاية اليوم الأول، وفقًا لفارق التوقيت.
تنظيم محكم في الخارج
أكد أحمد نبيل أن الهيئة الوطنية للانتخابات تتابع العملية بشكل لحظي عبر التواصل المستمر مع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية من خلال تقنية الفيديو كونفرنس، وذلك لضمان سير الانتخابات بانضباط في جميع المقرات بالخارج.
وأضاف أحمد نبيل أن العملية الانتخابية تتم بسلاسة داخل اللجان، ولا تستغرق سوى دقائق معدودة تبدأ من التحقق من هوية الناخب، وحتى الإدلاء بصوته ووضعه في الصناديق الشفافة المخصصة لنظامي الفردي والقائمة، بما يعكس درجة عالية من الانضباط والتنظيم.
ارتفاع معدلات التصويت
أشار أحمد نبيل إلى أن المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة، بحضور المستشار أحمد بنداري المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، كشف عن ارتفاع ملحوظ في نسب التصويت بعدد من الدول التي تشهد كثافة عددية للجاليات المصرية، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًا على تفاعل المصريين بالخارج مع الاستحقاق الديمقراطي.
وبيّن أحمد نبيل أن من بين أبرز التحديات التقنية التي واجهت بعض اللجان، كانت بطء الإنترنت أو الأنظمة الإلكترونية في بعض الدول، إلا أن التنسيق الفوري بين الهيئة ووزارة الخارجية ساهم في معالجة هذه المشكلات بسرعة، ما حافظ على انتظام التصويت واستقراره في مختلف المواقع.
استحداث مقار انتخابية جديدة
وفي إطار التنظيم الدقيق، أوضح أحمد نبيل أن الهيئة الوطنية للانتخابات قامت بتحديث قواعد البيانات الخاصة بالناخبين بالتعاون مع وزارة الخارجية، كما جرى استحداث مقار جديدة تتوافق مع توزيع الجاليات المصرية في الخارج لضمان إتاحة التصويت لأكبر عدد ممكن من المصريين المقيمين بالخارج.
وأشار أحمد نبيل إلى أن عددًا من السفارات شهدت إقبالًا عائليًا لافتًا، حيث حضرت عائلات مصرية بأكملها إلى مقار الاقتراع، حتى من قبل أفراد لا يحق لهم التصويت، في مشهد يعكس الانتماء الوطني ورغبة أبناء الجاليات في دعم الوطن معنويًا وعمليًا.
تفاوت الإقبال وفق طبيعة
لفت أحمد نبيل إلى أن نسب الإقبال اختلفت من دولة لأخرى حسب طبيعة اليوم، مشيرًا إلى أن عددًا من الدول التي تشهد عطلات رسمية شهدت زيادة في نسب المشاركة خلال اليوم الثاني، مقارنة بدول وافق فيها يوم التصويت أيام عمل رسمية في اليوم الأول.
كما أشار أحمد نبيل إلى أن هذه الفروقات الزمنية واختلاف ظروف العمل تؤثر بشكل طبيعي على نسب الحضور، إلا أن المؤشرات العامة حتى الآن تُظهر مشاركة إيجابية وتفاعلًا واسعًا من الجاليات المصرية، في رسالة واضحة تؤكد وعيهم بدورهم في دعم استقرار الدولة واستكمال مؤسساتها التشريعية.
رسالة وطنية من المصريين
واختتم أحمد نبيل حديثه بالإشارة إلى أن مشهد التصويت العام في الخارج حتى الآن يعكس وعي الجاليات المصرية واستشعارهم بأهمية دورهم السياسي، وهو ما يتجلى في إقبالهم على صناديق الاقتراع، والمشاركة الفعالة في اختيار ممثليهم في مجلس الشيوخ.
وذكر أحمد نبيل أن هذه المشاركة لا تُمثل فقط ممارسة لحق دستوري، بل تحمل أيضًا رسالة وطنية قوية تؤكد أن المصريين، سواء في الداخل أو الخارج، حريصون على بناء مستقبل مستقر لدولتهم والمساهمة في رسم ملامحه عبر أدوات الديمقراطية والتمثيل النيابي.
