هل الموز خطر على مرضى الكلى؟.. دراسة جديدة تكشف التفاصيل

يُعد الموز من أكثر الفواكه المحببة لدى الجميع، نظرًا لقيمته الغذائية العالية وسهولة تناوله. إلا أن هناك تساؤلات متزايدة بين مرضى الكلى حول مدى أمان تناول الموز، خاصة مع تحذيرات بعض الأطباء من تأثيره على نسبة البوتاسيوم في الدم. فهل بالفعل الموز يُشكل خطرًا على الكلى؟ وما الذي يحدث للجسم عند تناوله في هذه الحالة؟ إليك ما كشفته الدراسات الأجنبية الحديثة المنشورة خلال اليوم.
لماذا يشكل الموز خطرًا على مرضى الكلى؟
بحسب تقارير طبية نشرتها مواقع مثل Health Today وTimes of India، فإن الموز يحتوي على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم، وهو عنصر غذائي ضروري، لكن مرضى الكلى يعانون من صعوبة التخلص من الزائد منه في الجسم. وعندما تتراجع كفاءة الكلى، يتراكم البوتاسيوم في الدم، مما قد يؤدي إلى حالة تسمى "فرط بوتاسيوم الدم"، والتي قد تسبب ضعفًا في العضلات، اضطرابات في نظم القلب، بل وقد تصل إلى سكتة قلبية في الحالات الشديدة.

في المراحل المتقدمة من أمراض الكلى، خاصة للمرضى الذين يخضعون لغسيل كلوي، تصبح مراقبة مستوى البوتاسيوم أمرًا ضروريًا، ولهذا يحذر الأطباء من الإفراط في تناول أطعمة مثل الموز، البطاطس، والأفوكادو.
دراسة حديثة تكشف مفاجآت
أظهرت دراسة حديثة نُشرت عبر موقع PubMed في منتصف عام 2025، أن مجموعة من المرضى الذين خضعوا لغسيل كلوي وتناولوا كمية صغيرة من الموز أثناء الجلسة، لم يسجلوا ارتفاعًا خطيرًا في مستويات البوتاسيوم، بل على العكس، سجلوا استقرارًا ملحوظًا في النسبة، كما قلت لديهم فرص حدوث اضطراب في القلب أو نقص حاد في البوتاسيوم.

وهو ما يشير إلى أن تناول الموز قد يكون مسموحًا لبعض مرضى الكلى في إطار معين، مثل خلال جلسات الغسيل وتحت إشراف طبي دقيق، ما يتطلب تقييم كل حالة على حدة.
آراء الأطباء والممارسين
عدد من الأطباء حول العالم أكدوا أن مرض الكلى لا يعني بالضرورة منعًا تامًا لجميع الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، بل أن التعامل مع النظام الغذائي يجب أن يكون وفقًا لتحاليل الدم الدورية. بعض الأطباء عبر منصات مثل Reddit قالوا إن تعليمات المنع الشامل للموز قد تكون مفرطة في بعض المراحل المبكرة من المرض، وأن التوازن مطلوب.
بينما شدد آخرون على أهمية الحذر، خاصة في المراحل المتقدمة أو عند وجود مضاعفات مزمنة، حيث قد يؤدي ارتفاع البوتاسيوم إلى مضاعفات قلبية خطيرة.
متى يكون الموز مسموحًا؟
إذا كان المريض في مراحل مبكرة من الفشل الكلوي، وكانت مستويات البوتاسيوم في الدم تحت السيطرة، فقد يُسمح بتناول حصة صغيرة من الموز بين الحين والآخر، وفقًا لتعليمات الطبيب.

أما في حالة المراحل المتأخرة من المرض أو لدى مرضى الغسيل الكلوي، فيُفضل تجنب تناول الموز بصفة مستمرة، إلا إذا قرر الطبيب خلاف ذلك. وقد يسمح الطبيب بتناول كمية بسيطة منه أثناء جلسات الغسيل تحديدًا، حيث يمكن مراقبة التغيرات في الدم بشكل لحظي.
بدائل آمنة للموز لمرضى الكلى
هناك العديد من الفواكه التي يمكن أن تكون بدائل آمنة للموز، وأقل في نسبة البوتاسيوم، مثل:
- التفاح
- العنب
- الكمثرى
- التوت
- البطيخ
- الأناناس
كما يُنصح بتجنب الحبوب الكاملة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والفوسفور، مثل الأرز البني، واستبدالها بالحبوب المفلترة مثل الأرز الأبيض أو البرغل، وذلك بحسب التوصيات الغذائية الخاصة بمرضى الكلى.
نصيحة طبية مهمة
قبل تناول أي نوع من الفواكه أو الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، يجب على مريض الكلى استشارة الطبيب المعالج أو أخصائي التغذية، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى. وقد يتطلب الأمر إجراء تحاليل دم دورية لمراقبة نسبة البوتاسيوم وتحديد قائمة الأطعمة المسموحة والممنوعة.