عاجل

تحطيم تمثال «عين الفوارة» يشعل جدلاً واسعاً في الجزائر

تمثال عين الفوارة
تمثال عين الفوارة

شهدت مدينة سطيف الجزائرية حادثة صادمة أعادت تمثال "عين الفوارة" إلى واجهة الجدل من جديد، بعد قيام أحد الأشخاص بتحطيم أجزاء من وجه التمثال الأشهر في البلاد، وسط انقسام في آراء المواطنين بين مؤيد ومعارض.

واقعة في سطيف

تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر شخصاً يصعد إلى نافورة عين الفوارة، الواقعة وسط مدينة سطيف، ويحطم وجه التمثال بمطرقة حديدية، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتقوم بتوقيفه بعد مقاومة شديدة منه.

تمثال مثير للجدل

تمثال "عين الفوارة" يُعد من أبرز المعالم في الجزائر، ويعود تاريخ نحته إلى عام 1898، على يد النحات الفرنسي فرانسيس دي سانت فيدال، ويُجسد امرأة من ولاية سطيف، وقد عُرض التمثال لأول مرة في متحف اللوفر بمناسبة الذكرى العاشرة لتشييد برج إيفل.

قصة تاريخية عريقة

وفق المؤرخ الجزائري عبد الحق شيخي، فإن الحاكم العسكري الفرنسي لمدينة سطيف أُعجب بالتمثال أثناء زيارته لباريس، وطلب نقله إلى الجزائر. 

وبالفعل، تم تنصيبه في شهر يوليو 1898 وسط احتفال كبير من قبل المستعمرين الأوروبيين، وأقيمت نافورة تحته بقاعدة رباعية الشكل تضم أربع عيون ماء، واكتمل تنصيبه عام 1899.

محاولات تخريب متكررة

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها تمثال "عين الفوارة" للتخريب، إذ سبق أن تم تفجيره في 22 أبريل 1997 بواسطة قنبلة، لكن السلطات سارعت بترميمه خلال أقل من 24 ساعة. 

وفي 31 مارس 2006، أقدم شاب على تشويه وجه التمثال بمطرقة، وفي 18 ديسمبر 2017 وقعت عملية تحطيم جديدة طالت وجهه وصدره، مما استدعى ترميمه بميزانية بلغت 3 ملايين دينار جزائري (نحو 200 ألف دولار)، كما تكررت الحادثة مرة أخرى عام 2022.

انقسام شعبي واضح

أثارت الحادثة الأخيرة جدلاً واسعاً في الشارع الجزائري، حيث أبدى البعض استياءهم من المساس برمز تاريخي وفني، فيما اعتبر آخرون أن التمثال "لا يتماشى مع قيم المجتمع". وتجمهر عدد من السكان حول النافورة بعد الحادثة، معبرين عن آرائهم المتباينة حيال ما جرى.

مطالب بحماية المعالم

عقب الحادثة، تجددت الدعوات من مثقفين ونشطاء بضرورة تعزيز حماية المعالم التاريخية والفنية في الجزائر، عبر كاميرات مراقبة وتشديد العقوبات، خاصة أن التمثال يُعد من معالم المدينة السياحية الجاذبة للزوار المحليين والأجانب.

 

تم نسخ الرابط